تركيا وقطر وإيران... هل رهنت "حماس" قرارها بهذه الدول؟

تركيا وقطر وإيران... هل باتت حركة حماس ألعوبة بيد هؤلاء؟

تركيا وقطر وإيران... هل رهنت "حماس" قرارها بهذه الدول؟


20/10/2022

بعد قطيعة استمرت لأعوام عادت حركة حماس إلى أحضان النظام السوري، برعاية إيرانية وإشراف من حزب الله اللبناني.

وقد حطّ وفد من حركة حماس في دمشق أمس، معلِناً "طيّ صفحة الماضي"، وبدء عهد جديد في العلاقة مع سوريا، ممّا دفع الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية لإعداد حلقات واسعة لتحليل موقف حماس والموقف السوري وأهداف كلا الطرفين من وراء عودة العلاقات.

ووفق صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فإنّه لم يُسجَّل لقاء منفرد علنيّ بين ممثّلي الحركة والأسد على هامش الاجتماع الموسّع، إلا أنّ وفد حماس كان له لقاءات أخرى مع المسؤولين السوريين تناولت الخطوات المستقبلية. وبينما أكد رئيس الوفد "الحمساوي" خليل الحية أنّ ما جرى أمس سيجبّ كلّ ما قبله من منغّصات وتوتّرات بين الجانبَين، فقد أفادت مصادر مطّلعة بأنّ "خطوات بناء الثقة تسير بشكل ثابت"، وهي ستستمرّ في تقدّمها "وصولاً إلى إعادة افتتاح مكتب للحركة في سوريا".

وقد صدم القيادي في حركة حماس خليل الحية بكشفه أنّ تركيا وقطر شجعتا الحركة على إعادة علاقاتها مع سوريا، خاصة أنّ البلدين يرفضان حتى اللحظة إعادة علاقاتهما مع النظام السوري، وفق ما نقلت وكالة "سبوتنيك".

القيادي في حركة حماس خليل الحية يكشف أنّ تركيا وقطر شجعتا الحركة على إعادة علاقاتها مع سوريا

هذا، وأوضح الحية في مؤتمر صحفي عقده في دمشق بعد اللقاء قائلاً: "أعلمنا الدول التي نحن على علاقة بها بقرارنا تجاه عودة العلاقات مع سوريا"، مضيفاً أنّ "القرار اتخذته حماس بمفردها، ولم نستشر أحداً، ولم نكن لنتراجع لو رفض أيّ طرف ذلك".

صحيفة "الأخبار": لم يُسجَّل لقاء منفرد علنيّ بين حماس والأسد على هامش الاجتماع، إلا أنّ وفد الحركة كان له لقاءات أخرى مع المسؤولين السوريين

 

وأكد الحية أنّهم اتفقوا مع الأسد على طيّ صفحة الماضي، مشدداً "على صوابية قرار الحركة باستئناف علاقاتها مع سوريا"، بعد نحو (10) أعوام من توتر العلاقات بين الجانبين.

وقال الحية: "اللقاء مع الرئيس الأسد ردّ طبيعي على مشروع الاحتلال الذي يستهدف تفتيت أمتنا"، مضيفاً: "نحن متفقون مع الرئيس الأسد على طيّ صفحة الماضي".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس: "هذا يوم مجيد ومهم، ونستأنف فيه عودتنا وعملنا مع سوريا ودعماً لاستقرار ووحدة سوريا، ونحن ضد استهداف سوريا من أيّ عدوان خارجي صهيوني أو أمريكي أو أيّ عدوان خارجي".

بالمقابل، أحجم النظام السوري عن التعليق بشأن الزيارة الأولى من نوعها، لكن استخدمت وسائل إعلام مقربة منه خطاً تحريرياً وجّه انتقادات لاذعة لـ"حماس"، وأنّ "الخطوة التي اتخذتها الآن جاءت بدفع من الجناج المقاوم، وليس الإخواني".

وهذه العبارة لطالما كررتها صحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية خلال الأيام الماضية، فقد قالت قبل يومين: إنّ "الفصائل الفلسطينية في سورية تلقت دعوات من القيادة السورية لمشاركة ممثلين عنها في اللقاء، وسيكون ضمن وفد الفصائل ممثلون عن حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وتحديداً من الجناح المقاوم، وليس الإخواني".

وهكذا أضافت حركة حماس الرئيس السوري بشار الأسد إلى قائمة الذين تسعى لاسترضائهم، وهي قائمة موسعة تشمل إضافة إلى سوريا كلاً من إيران وقطر وتركيا، ممّا يجعل علاقاتها الخارجية مبنية على التناقضات وتعدد الولاءات والترضيات، في حين أنّها غير مهتمة باسترضاء الفلسطينيين من بقية الفصائل، ولا بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

ووفقاً لما نقلته صحيفة "العرب" اللندنية عن أوساط فلسطينية، فإنّ حماس تريد توسيع دائرة الترضيات بشكل يبدو أكثر صعوبة؛ بسبب تناقض الأجندات بين حلفائها، ممّا يدفعها إلى الإدلاء بالتصريحات التي تشيد بكل دولة على حدة، وهو أمر لا يمكن أن يستمر طويلاً، خاصة أنّ كل حليف من حلفائها يريد استثمار هذه العلاقة لصالحه وتوظيفها في أجنداته، كما أنّ الاستمرار على هذا النهج قد يقسّم الحركة إلى "حماسات" متعددة، وكلّ فصيل يرتبط بجهة خارجية.

وسائل إعلام تابعة للنظام السوري توجه انتقادات لاذعة لـ"حماس": الخطوة التي اتخذتها الآن جاءت بدفع من الجناح المقاوم، وليس الإخواني

 

وتريد "حماس" أن تحافظ على علاقات متينة مع قطر لأجل الحصول على الدعم وضمان استمرار المساعدات المقدمة إلى غزة، إلى جانب أنّ الدوحة تفتح لهذه الحركة قنوات التنسيق مع إسرائيل ولو بشكل غير مباشر، كما أنّ لقطر وزناً ثقيلاً داخل حماس ضَمِنَتْه لها علاقاتها المتينة مع قيادات بارزة مثل رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان أن تتخلى "حماس" عن التعاون مع دولة تمتلك أسرارها وتمسك بملف التمويل.

ولا تريد الحركة أيضاً إغضاب تركيا التي تقود الإسلام السياسي الإخواني الذي تنتمي إليه "حماس" واقعياً، حتى وإن نفت أنّها جزء منه، وهي تراعيه في تحركاتها ومواقفها.

لكنّ ميل "حماس" هذه الأيام كان لصالح إيران، في ظل سيطرة التيار الراديكالي في الحركة، الذي يرى أنّ الدوحة وأنقرة لا تقدّمان إلى "حماس" الكثير، وأنّ تقوية العلاقة مع طهران تتيح للحركة تجنب المزايدات بين الفصائل وجمهورها بشأن توظيف "حماس" للمقاومة في خدمة أجندتها الخاصة لتأمين التقارب مع إسرائيل وضمان الاعتراف الإقليمي بها كشريك مفاوض على أنقاض سلطة فلسطينية مريضة.

وحافظت الحركة على علاقة جيدة مع حزب الله اللبناني، ورغم خلافه معها حول موقفها من دمشق، لطالما اعتبرها جزءاً من "محور المقاومة"، الذي يضم أيضاً دمشق وطهران وفصائل عراقية.

وفي السياق، نقلت شبكة الحرة الأمريكية عن محللين سياسيين قولهم إنّ "حماس" أو القيادة المتمثلة بها تم إجبارها، أو حتى ابتزازها بشكل صريح، من إيران وحزب الله، بشرط إعادتها إلى محور المقاومة المزعوم، وأن تعيد العلاقة مع الأسد.

يشار إلى أنّ حركة حماس أعلنت الشهر الماضي أنّها عازمة على بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا، لافتة إلى دعمها كل الجهود من أجل استقرارها وعودة دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، ويأتي ذلك بعد (10) أعوام من القطيعة.

أوساط فلسطينية: حماس تريد توسيع دائرة الترضيات بشكل يبدو أكثر صعوبة؛ بسبب تناقض الأجندات بين حلفائها

 

ووصل إلى العاصمة السورية أمس نائب قائد الحركة في قطاع غزة خليل الحية، على رأس وفد من بين وفود فلسطينية أخرى، وعقب لقائه مع رأس النظام السوري بشار الأسد خرج في مؤتمر صحفي، قائلاً: "اللقاء مع الأسد كان دافئاً، وقد أبدى تصميمه على تقديم كل الدعم من سوريا للشعب الفلسطيني ومقاومته".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية