حكومة السوداني تحجب تطبيق (تلغرام)... لماذا غضب الموالون لإيران منه؟

حكومة السوداني تحجب تطبيق (تلغرام)... لماذا غضب الموالون لإيران منه؟

حكومة السوداني تحجب تطبيق (تلغرام)... لماذا غضب الموالون لإيران منه؟


12/08/2023

توالت الانتقادات حيال القرار الحكومي بإغلاق تطبيق (تلغرام)، وحرمان ملايين العراقيين من استخدامه طيلة الأسبوع الماضي، وقد بررت الحكومة قرار الإغلاق  بـ"مخاوف تتعلق بالأمن الوطني"، والرغبة في "الحفاظ على سلامة البيانات الشخصية لمستخدمي التطبيق في البلاد".

وبُعيد حجب التطبيق، خفت المناوشات الإعلامية بين التيار الصدري، والفصائل المسلحة الموالية لإيران، التي تحضر بقوة عبر قنوات متعددة ومؤثرة لها على (تلغرام)، الأمر الذي عاد بالنفع الإيجابي على الحكومة التي تبحث عن مناخ إعلامي هادئ، يقيها الإشاعات والتسقيط السياسي المتصاعد، كما حصل في الأسابيع الماضية.

وعلى الرغم من الأمنيات الحكومية، إلا أنّ وزارة الاتصالات عزت القرار إلى صالح الأمن القومي، وهو ما جعل (الفصائل) تشكك بمصداقية الوزارة التي سبق أن زارتها السفيرة الأمريكية ألينا رومانسكي، فيما ارتفعت الأصوات المدنية بالتنديد بقلة المساحة الإعلامية المتاحة، نتيجة حجب تطبيقات معينة، وفرض وصاية أخرى على بعض وسائل الإعلام.

وشهدت العقود الماضية صراعات دموية عنيفة، أدت بالبلاد إلى الغزو الأمريكي بعد 2003، حيث عرف العراق على مدار عقدين استقراراً نسبياً على الرغم من النزاعات السياسية والعنف الذي يهزّ البلاد من وقت إلى آخر، لكنّ منظمات غير حكومية وناشطين يرون أنّه ما تزال هناك قيود على حرية التعبير.

وأعربت منظمة العفو الدولية في تموز (يوليو) الماضي عن قلقها إزاء طرح الحكومة العراقية "مشروعي قانونين على مجلس النواب، سيقيدان بشدة، في حال اعتمادهما، الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي للشعب العراقي"، هما مشروع قانون حرية التعبير والتجمع السلمي، ومشروع قانون الجرائم المعلوماتية.

الموقف الرسمي

ولدى تصفحهم التطبيقات الإلكترونية، تفاجأ العراقيون مساء الأحد الماضي بعدم فاعلية تطبيق (تلغرام)، ممّا جعل الحكومة تصرّح فيما بعد بأنّها أغلقت التطبيق لأسباب أمنية، ونبهت إلى حدوث اختراقات تسرّبت عبرها بيانات مؤسسات الدولة.

وقال بيان لوزارة الاتصالات: إنّ "حجب تطبيق (تلغرام) جاء بناءً على توجيهات الجهات العليا لمحددات تتعلق بالأمن الوطني، وحفاظاً على البيانات الشخصية للمواطنين، التي خرق التطبيق المذكور سلامة التعامل بها خلافاً للقانون".

وزيرة الاتصالات العراقية هيام الياسري مع السفيرة الأميركية لدى العراق آلينا رومانسكي

وأضافت الوزارة أنّها طالبت الشركة مراراً في "إدارة التطبيق المذكور"، و"التعاون في إغلاق المنصات التي تتسبب في تسريب بيانات مؤسسات الدولة الرسمية والبيانات الشخصية للمواطنين، ممّا يشكل خطراً على الأمن القومي العراقي والسلم المجتمعي"، لكنّ "الشركة لم تستجب ولم تتفاعل مع أيٍّ من تلك الطلبات".

وأكدت الوزارة "احترامها حقوق المواطنين في حرية التعبير والاتصال، دون المساس بأمن الدولة ومؤسساتها".

غضب الولائيين

بالمقابل، اعتبرت القوى الولائية لإيران أنّ قرار حجب التطبيق قد استهدفها بشكل خاص، ولا سيّما أنّها محجوبة من العمل الإعلامي في المواقع الأخرى وفقاً للسياسات الأمريكية التي وضعت قيداً سلبياً على رموز إيران في العراق والمنطقة. وتعتقد تلك القوى التي تمرّر رسائلها عبر قنواتها المتعددة أنّ القرار الأخير جاء بأمر أمريكي.

وسبق أن زارت السفيرة الأمريكية آلينا رومانسكي مقر وزارة الاتصالات العراقية، والتقت الوزيرة هيام الياسري، ممّا جعل توثيق الزيارة صورياً مادةً تسويقية من قبل الولائيين بشأن إثبات حجتهم في إتهام الأمريكيين بأنّهم وراء حجب الوزارة لتطبيق (تلغرام).

يشن إعلام القوى الموالية لإيران هجمات إعلامية عبر قنوات يتابعها الآلاف، بالمقابل يترّصد التيار الصدري بيانات إعلام القوى المنافسة له، ممّا يجعله يستخدم قنوات مضادة تزيد من شحن الجمهور العام، وخلق مناخ إعلامي ملتبس

ويشنّ إعلام القوى الموالية لإيران هجمات إعلامية عبر قنوات يتابعها الآلاف، وتحمل أسماء متباينة على شاكلة (صابرين نيوز)، و(توثية الشيعة)، و(شين نيوز)، و(تغريدة الحشد)، وأخريات، بالمقابل يترّصد التيار الصدري بيانات إعلام القوى المنافسة له، ممّا يجعله يستخدم قنوات مضادة تزيد من شحن الجمهور العام، وخلق مناخ إعلامي ملتبس.  

ويؤكد مصدر سياسي رفيع أنّ "القرار الأخير بحجب موقع (تلغرام)، جاء بعد رفض إدارة المنصات الولائية إيقاف التصعيد الإعلامي، والذهاب لتهدئة سياسية مؤقتة"، مبيناً أنّ "الوزارة اتخذت هذا القرار من أجل ترطيب الأجواء السياسية، ورغبة الحكومة في العمل الخدمي بعيداً عن أيّ ضغوط".

وأشار إلى أنّ "الحكومة تحاول أن تثبت حضورها بشكل قوي بين المتنافسين السياسيين داخل الساحة الشيعية، تحديداً (الإطار التنسيقي)، و(التيار الصدري)، ولا ترغب بتصعيد الموقف بينهما إعلامياً، لكي لا ينعكس ذلك على الواقع الأمني الحذر في البلاد".

ناشطون يشتكون

من جهتهم، انتقد ناشطون وصحفيون عراقيون قرار الحكومة بحجب التطبيق الذي يؤمن لهم المواد الصحفية والحقوقية، فضلاً عن التطبيقات الرائجة الأخرى، وأكدوا أنّ معاقبة جهة معينة سيضر بسمعة العراق بشأن مستوى حرية التعبير في العالم.

🎞

ويقول الناشط لطيف الوائلي: إنّ "قرار الحكومة بحجب (تلغرام) من أجل منع التصعيد الإعلامي بين أطراف سياسية محددة، يؤكد أنّ الحكومة تخشى تطبيق القانون على الجهة المسيئة، لهذا تلجأ إلى معاقبة الجميع، لكي يختلط الحابل بالنابل"، متسائلاً: "لماذا لا يتم تفعيل القانون بحق من يهدد الأمن القومي وإشاعة الخوف؟ لماذا الأجهزة الأمنية كانت فاعلة ونشطة في مراقبة الناشطين المدنيين إبّان (ثورة تشرين)، بينما يتراجع دورها في ملاحقة جهات خارجة عن القانون؟".

ناشطون وصحفيون: اعتراضاتنا مهنية، لأننا فقدنا وسيلة مهمة من وسائل الحصول على المعلومة، وهذا ألحق ضرراً بعمل الصحفيين وسائر الكتّاب

أمّا عامر سليم، صحفي محلي، فيرى أنّ اعتراضات الناشطين والصحفيين والكتّاب على حجب تطبيق (تلغرام) تختلف عن اعتراضات إعلام القوى المتمثلة بـ (الإطار التنسيقي).

وقال: إنّ "اعتراضاتنا مهنية، لأننا فقدنا وسيلة مهمة من وسائل الحصول على المعلومة، وهذا ألحق ضرراً بعمل الصحفيين وسائر الكتّاب"، داعياً الحكومة إلى "تبنّي الشفافية وإحكام المواجهة مع من يخترق القانون، ويهدد السلم الأهلي". 

مواضيع ذات صلة:

بغداد تعمق الفجوة بين أربيل والسليمانية... لماذا وصف مسعود بارزاني إقليم كردستان بـ "خط الموت"؟

العراق: شجار ينهي جلسة برلمان كردستان... والمعارضة تصف ما جرى بالمسرحية... ماذا حصل؟

هل تنجح "الصفقات" في إنهاء الأزمات بين إقليم كردستان وبغداد؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية