حماس تستهدف الأردن مرة أخرى... تصريحات استفزازية عبر قناة إيرانية

استهدفت تصريحات إعلامية لقيادي في حركة حماس المملكة الأردنية الهاشمية، وقد عكست تناقضات خطاب الجماعة الفلسطينية حيال الأردن.

واعتبر مصدر أردني مطّلع لصحيفة (الشرق الأوسط) أنّ تصريحات القيادي موسى أبو مرزوق، عبر (قناة العالم) الإيرانية، والتي تحدث خلالها عن توجه قادة الحركة إلى عمّان في حال أجبروا على مغادرة قطر، اعتبرها "استفزازية، وغير مجدية" لإعادة فتح ملف عودتهم إلى المملكة التي غادروها عام 1999 في عهد رئيس الوزراء السابق عبد الرؤوف الروابدة لأسباب أمنية.

وقال المصدر: "يتحدث أبو مرزوق كأنّه لا دولة في الأردن ليقرر ما يفعل. الأردن طوى صفحة مكاتب الفصائل الفلسطينية، ولن يعود إليها".

مصدر أردني يعتبر تصريحات موسى أبو مرزوق، التي تحدث خلالها عن توجه قادة الحركة إلى عمّان في حال أجبروا على مغادرة قطر، "استفزازية وغير مجدية".

وتعليقاً على تصريحات أبو مرزوق جدد المصدر الأردني رفض بلاده وجود قادة (حماس) على أراضيه، وعلّق حول التلميح بشأن من يحمل الجنسية الأردنية منهم وأحقيته بالعودة  قائلاً: "من يحمل منهم الجنسية الأردنية ويود العودة، فعليه أن يفكّ ارتباطه نهائياً بأيّ تنظيم خارجي".

وأشار المصدر نفسه إلى أنّ أيّ احتمالات للعودة وفق الشروط التي تقتضيها المصالح الأردنية وبموجب أحكام القانون، فإنّها تشمل "عدم السماح بأيّ شكل من الأشكال بفتح أيّ مكاتب لأيٍّ من التنظيمات الفلسطينية"، وقد أعلنت المملكة منذ بداية الحرب أنّ "السلطة الوطنية الفلسطينية" هي الممثل الشرعي لدولة فلسطين، وسفارتها المعتمدة في عمّان.

وسبقت تصريحات أبو مرزوق تصريحات عن الأردن لرئيس المكتب السياسي لـ (حماس)، إسماعيل هنية من إسطنبول، خلال لقائه بعدد من نواب كتلة "الإصلاح النيابية الأردنية" المحسوبة على الإخوان المسلمين في الأردن، عندها ظهرت التناقضات في موقف الحركة تجاه المملكة، حيث نقلت صحيفة (السبيل) الموالية للجماعة، عن نواب حضروا اللقاء، تأكيد هنية على عدم تدخل الحركة في الشأن الأردني الداخلي، وأكد بيان صدر عن الحركة تأكيد هنية باكتساب الأردن أهمية خاصة في القضية الفلسطينية، مشيداً بحالة التضامن التي يلمسها الشعب الفلسطيني من الجماهير الأردنية التي تعبر عن نفسها دوماً، وتؤكد وحدة الشعبين.

وبالمقابل، نقلت تقارير صحفية عتب "لوم" هنية على الشخصيات الرسمية والعامة الأردنية، لعدم مواساته باستشهاد (3) من أبنائه و(4) من أحفاده دفعة واحدة، انطلاقاً من واجب العزاء، وفق التقارير.

من يحمل الجنسية الأردنية ويودّ العودة، فعليه أن يفك ارتباطه نهائياً بأيّ تنظيم خارجي، والأردن طوى صفحة مكاتب الفصائل الفلسطينية.

هذا، وكانت الأوساط الأردنية الرسمية والسياسية قد أبدت انزعاجها من دعوات بعض قادة حركة حماس لحشد الشارع الأردني والتظاهر ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، واعتبرت الحكومة الأردنية التصريحات دعوات للتحريض ونشر الفتنة وتأليب الرأي العام، خاصة أنّ بعض الوقفات والتجمعات التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين في مناطق بالعاصمة عمّان، شهدت تجاوزات وإساءات ومحاولات كثيرة للاعتداء على رجال الأمن، فضلاً عن محاولات تخريب متعمّد للممتلكات العامة، ممّا دفع الكثير من المواطنين إلى التقدم بشكاوى لوقف تلك الفعاليات.

وهذه الأحداث جاءت بعد تصريحات لرئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، الذي دعا إلى نزول ملايين الأردنيين إلى الشارع بشكل وصفه بالمستدام، حتى وقف الحرب، وقطع العلاقات مع إسرائيل.

وكان وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين، قد انتقد في لقاء مع (سكاي نيوز عربية) تصريحات قادة حركة حماس، مؤكداً أنّ أيّ محاولات للتحريض على الدولة الأردنية هي محاولات يائسة.