خاتمي يُحذر من انهيار النظام الإيراني... ماذا علّق على أحداث غزة؟

إيران: خاتمي يُحذر من انهيار النظام... ماذا علق بشأن غزة؟

خاتمي يُحذر من انهيار النظام الإيراني... ماذا علّق على أحداث غزة؟


15/10/2023

يحاول الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي أن يثبت حضوره السياسي في الساحة الإيرانية، عبر التعليقات الإعلامية الناقدة لنظام بلاده، وتبيان مواقفه إزاء ما يجري في العالم. محاولات الزعيم الإصلاحي تلك تُعدّ بمثابة إثبات حضور للتيار الذي يواجه سلطة المحافظين المتشددة، والمتمثلة بسلطة المرشد علي الخامنئي من جهة، وسلطة الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي، ومن خلفه الحرس الثوري، من جهة أخرى.

وما زالت تعليقات خاتمي غير مرحب بها في الأوساط السياسية المحافظة، حيث يطالب أكثر من فريق سياسي محافظ بضرورة محاكمته على التصريحات التي تهدد النظام الإسلامي الحاكم، ويرى خاتمي إمكانية انهيار النظام في حال عدم العمل على إصلاحه. وفيما يعتقد المحافظون أنّ نظام ولاية الفقيه يسير بوتيرة متسقة مع ثوابت ومبادئ الولاية التي أرساها آية الله الخميني، قائد ما يُسمّى بـ "الثورة الإسلامية" الإيرانية عام 1979م، يرى الإصلاحيون أنّ نظام بلادهم في طريقه إلى التآكل، وهو ما يجعل المتشددين يتهمون منافسيهم بتهم "الخيانة"، و"الموالاة للغرب"، وغيرها من التهم السياسية المعلبة.

خاتمي: الخطأ الكبير لنظام الحكم في طهران هو سعيه لإرضاء جزء صغير من المجتمع الموالي له على حساب الأغلبية التي تزداد استياءً

وكان آخر حضور للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الثلاثاء الماضي، عندما علّق على الأحداث الجارية في المنطقة العربية، والمعركة الدائرة بين إسرائيل وقطاع غزة، حيث عدّ خاتمي أنّ الفلسطينيين يسطّرون "إنجازاً عظيماً في مباغتة الاحتلال".

ويُعدّ خاتمي أبرز قادة التيار الإصلاحي الإيراني الفاعلين والعاملين بحرية نسبية داخل الساحة المحلية في بلاده، فيما يقبع قادة التيار، وتحديداً مير حسين موسوي، ومهدي كروبي، تحت الإقامة الجبرية المفروضة عليهم منذ عام 2011، نتيجة تحشيدهم الجماهيري المناهض لنتائج الانتخابات التي منحت المتشدد محمد أحمدي نجاد ولاية رئاسية ثانية، في ذلك الوقت.

خاتمي يُحذّر من انهيار النظام

لا أحد يجرؤ على انتقاد النظام السياسي في إيران؛ نتيجة هيمنة التيار المحافظ على مفاصل الدولة، ابتداءً من رئاسة الجمهورية، مروراً بالبرلمان، وصولاً إلى الأجهزة الأمنية، فضلاً عن موالاة المرشد علي الخامنئي لهم على حساب التيار الإصلاحي. حيث يفترض بالمرشد أن يكون متوازناً إزاء حدة المنافسة السياسية بين تيارات نظامه السياسي. تصريحات خاتمي الذي يصرّح من خارج الصندوق الولائي للمرشد، تؤكد أنّ الإصلاحيين ما زالوا حاضرين في المشهد الإيراني، وإن هيمن المحافظون عليه.

وقد اتهم خاتمي منظومة الحكم في بلاده بإهدارها لـ "الطاقات والمواهب، وأنّها تتعامل بسوء مع الشعب". ويؤكد الزعيم الإصلاحي أنّه ما زال ابن الثورة، وإن اختلف مع قادة النظام في أمور تسيير البلاد، وقال: "لسنا نادمين على الثورة، ولا نرفض الجمهورية الإسلامية، لكنّ ما يجري حالياً بعيد عن الجمهورية الإسلامية"، مشدداً على ضرورة "الإصلاح الذاتي" للهيئة الحاكمة.

وأضاف أنّ "الاستياء العام بات واضحاً في البلاد"، معتبراً أنّ "الخطأ الكبير لنظام الحكم في طهران هو سعيه لإرضاء جزء صغير من المجتمع الموالي له على حساب الأغلبية التي تزداد استياءً".

مطالبات بمحاكمة خاتمي

الدوائر الإعلامية المقربة من سلطة المرشد الإيراني علي الخامنئي شنت هجوماً على تصريحات خاتمي المطالبة بإصلاح النظام قبل انهياره، واتهمت الرئيس السابق بـ "الخيانة"، وأنّه يمثل أجندةً خارجية هدفها الإطاحة بالنظام.

وقالت صحيفة (كيهان) المحسوبة على مكتب المرشد: إنّ "خاتمي يثير الفوضى، ويلعب دور عنصر لأجهزة خارجية تريد الإطاحة بالنظام"، مبينة أنّ "تصريحاته تأتي من أجل لفت الأنظار إليه"، مشددةً على "ضرورة محاكمته ومحاسبته".

الدوائر الإعلامية المقربة من سلطة المرشد الإيراني علي الخامنئي شنت هجوماً على تصريحات خاتمي المطالبة بإصلاح النظام قبل انهياره، واتهمت الرئيس السابق بـ "الخيانة"، وأنّه يمثل أجندةً خارجية هدفها الإطاحة بالنظام

أمّا صحيفة (جوان) الناطقة باسم (الحرس الثوري)، فقد رأت أنّ المرشد الإيراني "تعامل بأكبر قدر من التسامح في إطار القانون" مع خاتمي، عندما لم يقرر إخراجه من المشهد السياسي.

وأضافت: "لو كنتَ شخصاً عارفاً بآلام الناس، لشعرت بها خلال (30) عاماً التي توليت فيها المناصب في السلطة"، في إشارة مناصب خاتمي منذ قيام الثورة، إلى غاية خروجه من السلطة عام 2005.

خاتمي يُعلّق بشأن غزة

ولم يردّ خاتمي على المطالبات بمحاكمته ومعاقبته من قبل الدوائر المحسوبة على التيار المحافظ أو مكتب المرشد، إلّا أنّه أخذ يواصل تصريحاته بشأن الراهن الدولي، ولا سيّما المعركة الدائرة بين إسرائيل وقطاع غزة المحاصر.

وقال خاتمي في تصريحات تناقلتها الصحافة الإيرانية الناطقة بالفارسية: إنّ "الكيان الصهيوني يجني هذه الأيام ثمرة ما زرعه خلال عقود في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، بحسب وصفه.

وأكد أنّ "الفلسطينيين بعد تحملهم الاعتداءات والغطرسة الإسرائيلية على مدى (7) عقود، قد سطروا إنجازاً عظيماً من خلال مباغتة قوة الاحتلال وزعزعة موازنة القوى في المنطقة"، مشدداً على "ضرورة توظيف تطورات القضية الفلسطينية كفرصة في سبيل إحلال السلام وإحقاق حقوق الإنسان والأخلاق".

خاتمي: الفلسطينيون بعد تحملهم الاعتداءات والغطرسة الإسرائيلية على مدى (7) عقود، قد سطروا إنجازاً عظيماً من خلال مباغتة قوة الاحتلال وزعزعة موازنة القوى في المنطقة

ولدى إشارته إلى أنّ المعركة الراهنة تمثل أهمّ حدث بعد "الربيع العربي" في الشرق الأوسط، رأى الرئيس الإيراني السابق أنّ "الإنسانية قد دفعت ضريبة كبيرة جداً طوال التاريخ للوصول إلى قناعة مباركة مفادها أنّ الاعتداء والاحتلال لن يؤديا إلى شرعية"، مستدركاً أنّ بعض الأطراف تغضّ البصر عن مبدأ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

وأضاف أنّ "الماكينة الإعلامية الإسرائيلية وحُماتها، تسعى لتقديم قوى ودول أخرى باعتبارها الجهة التي تقف خلف هذا الإنجاز العظيم، وذلك للتغطية على قوة الفلسطينيين واستقلالهم، وهذا غير صحيح، ما حصل إنّما تم بقوة سواعد الشعب الفلسطيني".

ورأى أنّ "الشرعية تأتي من خلال إرادة الشعب"، مطالباً بـ "فتح المجال للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته من مسلمين ويهود ومسيحيين، في الداخل والشتات، لكي يقرروا مصيرهم، وعلى الآخرين أن يحترموا خيار الشعب الفلسطيني".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية