سرقة التبرعات... تاريخ من الفساد يكشف الوجه الحقيقي للإخوان

سرقة التبرعات... تاريخ من الفساد يكشف الوجه الحقيقي للإخوان

سرقة التبرعات... تاريخ من الفساد يكشف الوجه الحقيقي للإخوان


20/08/2023

باتت الأخبار عن وقائع الفساد وسرقة التبرعات عرضاً مستمراً داخل جماعة الإخوان، فالبرغم من تكرارها بشكل كبير مؤخراً وعلى اختلاف أبطالها، إلا أنّها تتشابه كثيراً مع عشرات الوقائع التاريخية التي حاولت الجماعة إخفاءها على مدار تاريخها، للحفاظ على الصورة الذهنية للقيادات الذين يصفون أنفسهم بـ "القيادات الربانية" الشديدة الورع. 

وفي خضم الصراع المحتدم بين قيادات التنظيم خلال الأعوام الماضية، برز ملف الفساد المالي باعتباره الأهم والأخطر، ضمن مبارزات كثيرة جرت بين قيادات التنظيم المتناحرين على السلطة والأموال، وقد استماتت كلّ من جبهتي (إسطنبول ولندن) في كشف وقائع عديدة تتعلق بالفساد المالي داخل التنظيم متهم فيها العشرات من أهم قياداته على رأس الهرم التنظيمي. 

شهادة من داخل الإخوان

مؤخراً تحدث الإعلامي الإخواني حسام الغمري عن وقائع فساد مالي داخل التنظيم تتعلق بسرقة تبرعات الطلاب عن طريق الجمعيات الخيرية التابعة للإخوان والاستفادة منها لصالح بعض قيادات التنظيم ورفض وصولها لمستحقيها. 

وكشف الغمري استيلاء الإخوان على الأموال التي وجهت إلى الطلاب المصريين النازحين من زلزال تركيا، ولفت إلى أنّ هناك امرأة، لم يذكر اسمها، تمكث في إسطنبول منذ (9) أعوام تعمل فيما تُسمّى بالمعارضة المصرية بالخارج، وصفت الإخوان بأنّهم متأسلمون وسارقو أموال التبرعات.

وتابعت: "بعد زلزال تركيا الشهير نزح الكثير من الطلاب المصريين، وبدأ البعض منا في استقبالهم، لكنّي صدمت بأنّ الشباب والبنات بعد مكوثهم في الوحدات التي تم استقبالهم فيها بسبب نزوحهم من الزلزال، بعد أن تم وعدهم بالمكوث في تلك الوحدات حتى بداية الدراسة في الجامعات، بأنّه تم إخبارهم بضرورة الإمضاء على المنحة، فقامت بعض البنات صغار السن ممّن لا تتجاوز أعمارهن الـ (20) عاماً بالإمضاء على المنحة متوهمات أنّهن سيأخذن منحة أثناء رحيلهن وقت بداية الدراسة لإيجاد سكن لهن، ولكنهن وجدن في المنحة مبلغ (22) ألف ليرة تركية".

 برز ملف الفساد المالي باعتباره الأهم والأخطر

وأوضحت: بعد ذلك تبين لهن أنّهن أخذن المنحة، وأخبروهن بأنّ هناك مؤتمراً للداعمين، فوجدت البنات أنّ هناك أعضاء من جمعية (رحمة) الخيرية الكويتية وأحد عناصر جماعة الإخوان بدأ في الحديث، وقال: إنّ الجماعة هي من كانت تصرف عليهم داخل الوحدات التي وفرتها لهن بعد الزلزال، مؤكدةً أنّ الوجبات التي كان يتم توفيرها للبنات كانت بالجهود الذاتية، وليس كما يدّعي الإخوان بأنّ الجماعة هي من وفرت لهن الوجبات.

(3) وقائع فساد مدوية يرويها شاهد عيان

ويتحدث الباحث المصري المختص بالحركات المتطرفة، المنشق عن تنظيم الإخوان طارق البشبيشي لـ (حفريات) حول وقائع سرقة التبرعات داخل التنظيم؛ الأولى عندما استولى القيادي الإخواني (القطبي) بالإسكندرية وعضو مكتب الإرشاد، جمعة أمين على مدارس (المدينة المنورة) المملوكة للتنظيم بالمحافظة، مستغلاً تسجيلها رسمياً باسمه بهدف الالتفاف القانوني على السلطات القضائية داخل مصر والتهرب من قرارات مصادرة أموال الإخوان. 

طارق البشبيشي لـ (حفريات): سرقة مدارس الإخوان على يد جمعة أمين كان بمثابة زلزال مدوٍّ داخل التنظيم، فقد كشفت عن الوجه الحقيقي لواحد من أشهر القيادات التي تدّعي التقوى والورع، ولطالما وصف نفسه باعتباره "قيادة ربانية"

ويقول البشبيشي: إنّه عندما فاحت رائحة السرقة، وعرف قواعد الإخوان أنّ أحد قياداتها ممّن يدّعون الورع والتقوى قد استولى على أموال التنظيم ورفض إعادتها، طلب المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية منه تسليم إدارة المدارس لشخص آخر، لكنّه رفض وأصر على الاحتفاظ بملكية المدارس ونقلها إلى أبنائه، وقال لهم نصاً: "هذه أموالي وأموال أولادي، ولن أنقل ملكيتها لأحد". 

ويضيف: "علمنا وقتها أنّ الواقعة ليست الوحيدة، فقد اشترك القيادي الإخواني أسامة نصر مع أمين لتدبير العديد من وقائع الفساد للاستيلاء على أموال التنظيم بحكم الأوراق القانونية التي لديهما، ورفضا رفضاً قاطعاً تسليم الأموال للتنظيم". 

وقد كانت تلك الواقعة بمثابة زلزال مدوٍّ داخل التنظيم، إذ كشفت عن الوجه الحقيقي لواحد من أشهر القيادات التي تدّعي التقوى والورع، ولطالما وصف نفسه باعتباره "قيادة ربانية"، وأدت وقتها لانشقاق عدد من الشباب بعد أن اتهموا قيادات التنظيم بالاستيلاء على أموال تبرعاتهم لصالح أبنائهم، بينما يطالبون عناصر التنظيم بالتقشف، والتبرع للجماعة بما يزيد عن قدارتهم، وفق البشبيشي. 

وفي محافظة البحيرة، التي ينتمي إليها البشبيشي، والذي كان ينشط بها إبّان فترة انتمائه للتنظيم، كان شاهداً على واقعة أخرى، فقد "اختلس عضو المكتب الإداري لمحافظة البحيرة المهندس (ع. ي)، وهو من مدينة كفر الدوار، اختلس أموال تبرعات فلسطين، وكانت فضيحة كبيرة حاول الإخوان التغطية عليها بكافة الطرق، حتى رفضوا الإفصاح عن اسم القيادي المتورط بها، واكتفوا بتعميم حروف من اسمه في إطار الحديث عن تحقيقات داخلية زعموا أنّها جرت آنذاك". 

الواقعة الثالثة يرويها البشبيشي، وقد كان أيضاً شاهداً عليها، عندما قرر أحد رجال الأعمال المنتمين للجماعة، كان متواجداً بالولايات المتحدة الأمريكية، قرر إرسال مبلغ ضخم للإخوان لتنفيذ مشروع (مستلزمات طبية) يستفيد منه أبناء الإخوان، وبالفعل أرسل الأموال، لكنّ القائمين على المشروع قاموا بالاستيلاء عليها وكوّنوا ثروات طائلة، وكانت أيضاً فضيحة داخل الجماعة تسببت في عدة انشقاقات وقتها. 

تاريخ أسود 

وقائع الفساد الأخيرة تأتي كحلقة جديدة في سلسلة متواصلة من "التاريخ الأسود" للجماعة، وبالعودة قليلاً إلى بداية الخلاف المحتدم بين جبهتي التنظيم في عام 2018، نجد أنّ السبب أصلاً كان اتهام محمود حسين وعدد من قيادات جبهة إسطنبول بالاستيلاء على أموال التنظيم. 

وقائع الفساد المالي داخل الإخوان أدت لانشقاق العديد من الشباب، بعد أن اتهموا قيادات التنظيم بالاستيلاء على أموال تبرعاتهم لصالح أبنائهم، بينما يعيشون هم وأسرهم في فقر شديد

وتعود بداية الأزمة إلى نهاية العام 2018، بعدما سُرّبت معلومات تفيد بإحالة محمود حسين، الأمين العام للجماعة وقتئذٍ، للتحقيق على خلفية اتهامه باختلاس مبالغ مالية ضخمة من خزينة الجماعة التي كان مسؤولاً عنها بشكل كامل، ووقتها هاجم حسين قواعد التنظيم بشكل عنيف، خاصة أنّ الواقعة تزامنت مع منع المساعدات المالية التي كانت تصل من قيادة التنظيم إلى بعض الأسر الإخوانية بحجة وقف التبرعات والتضييقات الأمنية، ليُكشف بعد ذلك استيلاء مجموعة من القيادات على مبالغ ضخمة من أموال التبرعات والاستثمارات وتخصيصها لشراء عقارات لأبنائهم في عدة دول أوروبية، وفق ما نشرته (حفريات) حينها. 

مواضيع ذات صلة:

الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

الإخوان المسلمون: حصار في تركيا ومسيرة للعنف في ماليزيا ومناوشات في المغرب

الإخوان المسلمون: تفجير المشهد في المغرب واحتجاجات في اليمن وسرقة الأراضي في غزة




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية