قبيل أسبوع من الانتخابات المحلية: تصدع جديد يضرب تحالف إخوان العراق... ماذا يجري؟

قبيل أسبوع من الانتخابات المحلية: تصدع جديد يضرب تحالف إخوان العراق... ماذا يجري؟

قبيل أسبوع من الانتخابات المحلية: تصدع جديد يضرب تحالف إخوان العراق... ماذا يجري؟


13/12/2023

تصدّع جديد يضرب (تحالف الأنبار الموحد) الذي يقوده الإخوان المسلمون في محافظة الأنبار (غرب العراق)، بعد انسحاب أكثر من مرشح خلال اليومين الماضيين، وهو ما شكل ضربة تنظيمية للتحالف قبل أسبوع على موعد الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 18 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. 

وانسحب أبرز (3) مرشحين في محافظة الأنبار لصالح القوائم المستقلة، وقائمة (تقدم) بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، مؤكدين أنّ قيادة التحالف المنسحبين منه تفتقد إلى المركزية، والمشروع، والبرنامج الوطني، وأبدوا اعتذارهم من جمهورهم وعشائرهم المساندة لهم في مشروعهم السياسي. 

ويُعدّ هذا الانسحاب هو الثاني، بعد انسحاب جملة من المرشحين في شهر آب (أغسطس) الماضي؛ أي بعد مضي شهر واحد على إعلان التحالف الأنباري الجديد في تموز (يوليو) الذي شهد انشقاقات لقيادات وشخصيات عشائرية سبق أن انضوت داخل التحالف.

يؤثر انسحاب المرشحين ضمن (تحالف الأنبار الموحد) على النظام الانتخابي في محافظة الأنبار، وخارطة التنافس بين القوائم المتنافسة على المحافظة

(تحالف الأنبار الموحد) ضمّ كل القيادات السنّية المناهضة لسلطة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، ومنافسهم الشرس على زعامة العرب السنّة، وكان من المرجح أن يمضي التحالف متماسكاً إلى بداية الاقتراع المحلي خلال الشهر الجاري على أقلّ التقادير. ويتكون (تحالف الأنبار الموحد) من جماعة (حركة العدل والإحسان) الإخوانية، و(حزب الحل العراقي) بزعامة جمال الكربولي، والقيادي السنّي رافع العيساوي، فضلاً عن وزراء ونواب سابقين عن محافظة الأنبار.

ويسعى التحالف السنّي لسحب البساط من تحت زعيم حزب (تقدم) الحاكم في محافظة الأنبار محمد الحلبوسي، الذي أكد في لقاء متلفز معه أنّه "لا يعترف بتحالف الأنبار الموحد"، في خطوة تصعيدية مبكرة ضد الخصوم السياسيين داخل المكون السنّي.

رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي

ويدفع الإخوان المسلمون بشخصيات سياسية ليبرالية لمواجهة سلطة الحلبوسي عبر وسائل الإعلام، دون أن تسمح الجماعة لأعضائها بتصدر مشهد المواجهة السياسية، وهذا يرجّح نية الإخوان مراعاة حضور الجماعة المتوازن في أكثر من قائمة انتخابية متناكفة عقائدياً، وسياسياً، ومكوناتياً، إذ ينتشر الإخوان بعد أن خفت نجمهم السياسي منذ الانتخابات التشريعية عام 2010 في قوائم شيعية موالية لإيران، وقوائم ذات صبغتين عشائرية ومدنية.

المنسحبون الجدد

ومن أبرز المنسحبين الجدد كان المرشح رعد عبد الستار الدليمي، الذي أعلن عن شجبه لطريقة إدارة (تحالف الأنبار الموحد) للعملية الانتخابية، ودخولها في جدل يعرّض الاستحقاق الانتخابي للخسارة. 

وقال في بيان له: إنّ "عشائرنا وجمهورنا غير راضٍ عن هذا التوجه، بسبب المناكفات وعدم وجود مركزية وبرنامج سياسي واضح على ضوئه يمكن بناء مستقبل محافظتنا وأهلنا وناسنا".

بعد ذلك، تعرّض التحالف لتصدّع آخر، بعدما أعلن المرشح خالد متعب العيساوي  انسحابه من صفوفه، وعدم خوض الانتخابات المحلية ضمن يافطة "الأنبار الموحد". ويمتلك العيساوي ثقلاً كبيراً داخل محافظة الأنبار، وانسحابه سيرجّح كفّة مرشحي (تقدم) على فوزهم، لأنّ الجمهور الذي يدعم العيساوي قرر أن يتّجه صوب (تقدم)، وأن يدعمه في العملية الانتخابية المقبلة. 

 المرشح خالد متعب العيساوي

وقال المرشح المنسحب في بيان له: "إلى أهلنا الكرام في محافظة الأنبار العزيزة، بعد التفكير جيداً ومطالبتي لهم ببيان برنامجهم الانتخابي، وأهداف مشروعهم، تبين لي عدم وجود أيّ برنامج نافع، وأهداف واضحة، ورؤى جادة للمرحلة المقبلة تفيد محافظتنا".

وأضاف: "أعلن انسحابي من الترشيح، وعدم الخوض معهم في انتخابات مجلس المحافظة المقبلة"، مشيراً إلى أنّ "ذلك جاء من منطلق حرصي الشديد على استقرار وأمن المحافظة وتقدمها وعمرانها وازدهارها وتجنيبها المشاريع المظلمة".

يدفع الإخوان المسلمون بشخصيات سياسية ليبرالية لمواجهة سلطة الحلبوسي عبر وسائل الإعلام، دون أن تسمح الجماعة لأعضائها بتصدر المواجهة السياسية

وإلى جانب الدليمي، والعيساوي، انسحب المرشح فؤاد حمدي كريكش من تحالف (الأنبار الموحد)، وقال: إنّ سبب انسحابه "جاء لعدم وجود حرص وإصرار من التحالف على تمثيله في مجلس المحافظة، ويأتي هذا القرار تضامناً مع عشيرة البو حياة وتوحيداً لصفوفها".

القانون الانتخابي

حتماً سيؤثر انسحاب المرشحين ضمن (تحالف الأنبار الموحد) على النظام الانتخابي في محافظة الأنبار، وخارطة التنافس بين القوائم المتنافسة على السلطة في المحافظة الغربية من العراق. إذ يعتمد العراق نظام (سانت ليغو) الانتخابي الذي يتطلب أن يقدّم الائتلاف مرشحين ضعف عدد المقاعد لكلِّ محافظة، ومن ضمنهم مرشحون للفوز، وآخرون لجمع الأصوات، وفق قراءات سياسية. 

وبحسب النظام الانتخابي (سانت ليغو)، فإنّ المرشح الذي يمتلك جمهوراً واسعاً، وناخبين بالآلاف، سيتسبب بأزمة داخلية للتحالف الذي ينسحب منه، لأنّ ثقة الجمهور تتزعزع، ومعه يتّجه الجمهور صوب مرشحين آخرين.

محافظة الأنبار معقل المكون الاجتماعي السني الذي يتنافس عليه انتخابياً متعب العيساوي

ويمتلك المرشحون الـ (3) الذين انسحبوا من (تحالف الأنبار الموحد) جمهوراً واسعاً في محافظة الأنبار، وعشائر تقف داعمة لهم، وهو الأمر الذي سيرجّح كفة (تقدم) على منافسيه الآخرين.

ويتعرّض (تحالف الأنبار الموحد) لهجمات إعلامية مكثفة، نتيجة ضمّه شخصيات مدانة قضائياً في الفترة السابقة، وخاسرة انتخابياً في أكثر من موسم انتخابي مضى. ويضم إلى جانب (جماعة العدل والإحسان) الإخوانية، ورئيس حزب (الحل العراقي) جمال الكربولي، الذي أفرج عنه بعفو رئاسي، بعد إدانته بملفات فساد إبّان حكومة مصطفى الكاظمي، وكذلك الإخواني المستقل رافع العيساوي الذي كان محكوماً بقضايا "إرهابية" أسقطها القضاء عنه بعد المصالحة السياسية بينه وبين الأطراف الشيعية المقرّبة من إيران، فضلاً عن (3) وزراء في حكومات عراقية سابقة. 

وتسعى القوائم الانتخابية في العراق لضمان الفوز في الانتخابات المحلية المعنية بمجالس المحافظات، لأنّه فوز تمهيدي للحدث الانتخابي الأكبر المتمثل في الانتخابات التشريعية، التي لم يحدد موعد إجراؤها إلى غاية الآن.

مواضيع ذات صلة:

ماذا قال رئيس البرلمان العراقي عن "عودة داعش"؟

تحالف جديد يعيد القوى السنية العراقية التقليدية إلى الواجهة

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية