كيف حاولت الولايات المتحدة، في صراعها مع الصين، توظيف جماعة الإخوان؟ تقرير يجيب

كيف حاولت الولايات المتحدة، في صراعها مع الصين، توظيف جماعة الإخوان؟ تقرير يجيب

كيف حاولت الولايات المتحدة، في صراعها مع الصين، توظيف جماعة الإخوان؟ تقرير يجيب


30/05/2024

مع الإجراءات المتصاعدة التي تتخذها الحكومة الصينية من أجل التضييق على تحركات الإخوان المسلمين، تأتي أهمية تقرير موثق نُشر بالإنجليزية على موقع (Modern diplomacy)، للدكتورة نادية حلمي أستاذة العلوم السياسية بكليّة السياسة والاقتصاد، بجامعة بني سويف المصرية، والخبيرة في السياسة الصينية والشؤون الآسيوية.

تستهل نادية حلمي تقريرها بالتأكيد على أنّ المتاجرة بقضايا المسلمين هي إحدى سمات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما أدركته الصين وتدركه جيداً، حيث بلغ الغضب الصيني أقصى مداه في مواجهة الجماعة المحظورة، الإخوان، عقب استفزاز أعضاء الجماعة بكين، بالإعلان عن تنظيم مؤتمر استضافته مدينة إسطنبول بتركيا في حزيران (يونيو) 2022 تحت شعار: "دعم قضية تركستان الشرقية". واعتبرت الجماعة أنّ المؤتمر نقطة انطلاق جديدة لتعريف شامل بقضية تركستان الشرقية، المعروفة إعلاميّاً بـ (مسلمي الإيغور)، بداعي المسؤولية الإسلامية والإنسانية والقانونية التي تنتهجها الجماعة في مواجهة الصين؛ الأمر الذي أثار حفيظة بكين وتحفظها في مواجهة أيّ تحركات إخوانية؛ لذا جاء الرفض الصيني التام لأيّ محاولات من جماعة الإخوان للاستيلاء على السلطة في أيّ دولة عربية أو حول العالم؛ بسبب تدخلاتها الدائمة في شؤون الصين الداخلية.

تفسير الخبراء لتحركات الإخوان

 وبحسب الدكتورة نادية حلمي، حلّل خبراء وأساتذة الإسلام السياسي الصينيون  تداعيات وأسباب مؤتمر جماعة الإخوان في إسطنبول، باعتباره نتيجة منطقية وطبيعية لعدم قدرة الجماعة المحظورة على إيجاد موطئ قدم لها، خاصة بعد أن انكشف كذب شعاراتها وادعاءاتها على المستويين العربي والدولي، فحاولت الجماعة المحظورة اللعب على متغير جديد آخر في مواجهة الصينيين، يتمثل في نقل الصراع والصدام والمواجهة بينهم وبين دول الخليج ومصر والمنطقة العربية والأفريقية، إلى المستوى الدولي في مواجهة الصين بشكل رئيسي، ونقل هذا الصراع من وجهة النظر الصينية من قبل جماعة الإخوان المحظورة إلى مناطق بعيدة عن العالم العربي، في إطار الصراع الصيني الأمريكي على القيادة العالمية، فقفزت قيادات جماعة الإخوان المحظورة لتبنّي مظلومية المسلمين في تركستان الشرقية، بهدف دعم الولايات المتحدة بشكل أساسي في صراعها ضد الصين، وليس انتصاراً حقيقياً لقضايا الإسلام والمسلمين، وإلّا كان من الأفضل لهم أن يدعموا قضية غزة وفلسطين في محيطهم المباشر.

تخشى الصين من صلات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالجماعات الإرهابية والمسلحة الدولية، خاصة متمردي إقليم شينجيانغ الصيني في تركستان الشرقية

هذا المؤتمر الإخواني لدعم مسلمي منطقة شينجيانغ الصينية يؤكد، من وجهة النظر الصينية، مدى عجز الجماعة الإخوانية المحظورة عن تطوير مفرداتها، واللعب مرة أخرى على شعار "الإسلام في خطر"، على أمل استعادة أيّ دور للجماعة، بعد أن ألقيت في "مزبلة التاريخ" بحسب التعبير الدقيق للصينيين.

تاريخ ملوث بالخيانة

واستعرض التقرير ما أكدته وثائق صينية حول العلاقة التاريخية السرّية بين الإخوان وبريطانيا، والتي استغلت شعبية ونفوذ جماعة الإخوان لشن حرب نفسية ودعائية سرّية ضد أعدائها في كل مكان، سواء في المنطقة العربية أو في الخارج، مثلما حدث مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في مصر، والرئيس السيسي.

التقارير الصينية لفتت إلى كراهية ومحاربة جماعة الإخوان لجميع القادة والزعماء الصينيين، مثل: ماو تسي تونغ، دنغ شياو بينغ، جيانغ زيمين، والرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ، وهو ما اعتبرته الصين وخبراؤها استخداماً لجماعة الإخوان، ضمن حملة نفسية بريطانية أمريكية في مواجهتها.

الصين تراقب تحركات الإخوان

تراقب الصين وخبراؤها ومراكزها الفكرية المعنية بقضايا الإسلام السياسي كل تحركات جماعة الإخوان المسلمين عن كثب، في مصر والمنطقة، وكانت الدكتورة نادية حلمي من الباحثين والخبراء المقربين من الصينيين في ذلك الوقت؛ لدراسة كيفية التخلص نهائياً من خطر الإرهاب الذي تمثله جماعة الإخوان المحظورة في مصر، نظراً لامتداداتها وعلاقاتها وتشابكاتها الوثيقة مع الإرهابيين. 

وتصنف الصين وقيادات الحزب الشيوعي الحاكم، حالياً، جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وأنّها ترفع شعارات المتاجرة بقضايا المسلمين حول العالم، وتعيد تقديم نفسها لمن يدفع أكثر، لتوظف أذرعها في خدمة أطراف الصراعات الدولية، كالصراع بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وذلك بعد الفشل الذريع لمشروعها الرامي إلى تقسيم المنطقة العربية وفصل شينجيانغ عن الصين.

 وتخشى الصين من صلات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالجماعات الإرهابية والمسلحة الدولية، خاصة متمردي إقليم شينجيانغ الصيني في تركستان الشرقية.

هذا المؤتمر الإخواني لدعم مسلمي منطقة شينجيانغ الصينية يؤكد، من وجهة النظر الصينية، مدى عجز الجماعة الإخوانية المحظورة عن تطوير مفرداتها

لقد فشلت جماعة الإخوان المحظورة في الترويج لأجندتها عالمياً، وداخل الأراضي الصينية نفسها، بعد خروج الشعب المصري في 30 حزيران (يونيو) 2013، ولعبت الصين آنذاك دوراً حال دون تدويل الملف المصري، وثورة 30 حزيران (يونيو) ومواجهة ضغوط إدارة أوباما آنذاك. كما أشارت عناوين الصحف الصينية إلى مدى فشل الزيارات المتعددة للرئيس المعزول (محمد مرسي) شرقاً وغرباً، ممّا يؤكد تراجع علاقات مصر في عهد جماعة الإخوان المحظورة مع العديد من الدول حول العالم التي لا تقبل صعود الإسلام السياسي، خاصة في العالم العربي بسبب حكم الإخوان. كما فشل حكم جماعة الإخوان المحظورة في إدارة ملفات الدولة المصرية وحل مشاكلها المتراكمة، وعلى رأسها عدم قدرة جماعة الإخوان المحظورة على إدارة الحوار مع القوى السياسية المختلفة وفضيحة بثه على الهواء مباشرة، ممّا أدى إلى توتر العلاقات مع الجانب الإثيوبي، وأجهض أسس الحوار السياسي معه، وذلك بحسب تقارير صينية، كما تقول الدكتورة نادية حلمي.

إشادة صينية بالتحركات المصرية

 أشاد العديد من مراكز الدراسات الصينية مؤخراً بنجاح القوات المسلحة المصرية  في وقف خطر عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود الغربية لمصر، من خلال إحكام السيطرة عليها، ومنع تسلل الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى نجاح الجيش المصري في السيطرة على كامل الحدود والسواحل المصرية؛ وهو ما أربك حسابات الآخرين، بحسب تقرير نادية حلمي، وأحبط كل المخططات الإخوانية والغربية لإرباك حسابات الصين في صراعها السياسي مع الولايات المتحدة الأمريكية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية