يعتقدون أن الشريعة تدنست بالجهالات واختلطت بالضلالات.. ماذا تعرف عن جماعة إخوان الصفا؟

يعتقدون أن الشريعة تدنست بالجهالات واختلطت بالضلالات.. ماذا تعرف عن جماعة إخوان الصفا؟

يعتقدون أن الشريعة تدنست بالجهالات واختلطت بالضلالات.. ماذا تعرف عن جماعة إخوان الصفا؟


05/05/2024

 

هم إخوان الصفا وخلان الوفا بالبصرة، وهي فرقة فلسفية عرفت بمحاولتها لتوفيق العقائد الإسلامية والحقائق الفلسفية المعروفة، كتبوا 50 مقالة وسموها "تحف إخوان الصفا" بالإضافة إلى كتاب آخر ألفه الحكيم المجريطي القرطبي المتوفى سنة 395 هـ وضعه على نمط تحفة إخوان الصفا وسماه "رسائل إخوان الصفا"، ورغم تأثيرهم المباشر إلا أنهم لم يتم الحديث عنهم كباقي الجماعات الأخرى، وتقل أثاراهم فترة بعد أخرى.

يعود تاريخ ظهور(إخوان الصفا وخلان الوفا) إلى النصف الأول من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) في مدينة البصرة، الذي شهد ازدهارا في الحياة العقلية والفكرية ناجمة عن ترجمة مؤلفات ثمينة لفلاسفة اليونان وأدباء الفرس وحكماء الهند، ولسبب سياسي يتمثل بضعف سلطة الخلافة العباسية ومقرها العاصمة بغداد، وظهور فرق شيعية مناوئة للسلطة مثل (الأسماعيلية).

كتب عنهم محمد لطفي جمعة في كتاب تاريخ فلاسفة الإسلام، وورد بالكتاب أنه: "كان للفلسفة في العصر العباسي شأن عظيم، فاشتغل بها أكثر الذين عنوا بعلوم القدماء، لا سيما الأطباء منهم، وكان الفلاسفة في هذا العصر متهمين بالإلحاد والتعطيل، وكان الانتساب إلى الفلسفة مرادفًا للانتساب إلى الكفر، وشاعت النقمة على الخليفة المأمون، لأنه كان السبب في نقل الفلسفة إلى اللغة العربية، حتى قال فيه ابن تيمية: "ما أظن الله يغفل عن المأمون، ولا بد أن يعاقبه على ما أدخله على هذه الأمة!".

وأشار الكتاب، بحسب ما نقل عنه موقع "اليوم السابع"، إلى أشهر أفراد جمعية أخوان الصفا حيث قال: فاضطر أصحاب الفلسفة إلى التستر، فألفوا الجمعيات السرية لهذا الغرض وأشهرها جمعية إخوان الصفا، تألفت في بغداد في أواسط القرن الرابع للهجرة، وقد ذكروا من أعضائها خمسة هم: " أبو سليمان محمد بن معشر البستي ويعرف "بالمقدسي"، أبو الحسن علي بن هارون الزنجاني، أبو أحمد المهرجاني، العوفي، زيد بن رفاعة.

وأضاف الكاتب أنهم كانوا يجتمعون سرًّا ويتباحثون في الفلسفة على أنواعها حتى صار لهم فيها مذهب خاص هو خلاصة أبحاث فلاسفة الإسلام، بعد اطلاعهم على آراء اليونان والفرس والهند، وتعديلها على ما يقتضيه الإسلام.

وأساس مذهبهم "أن الشريعة الإسلامية تدنست بالجهالات واختلطت بالضلالات، ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها إلا بالفلسفة؛ لأنها حاوية للحكمة الاعتقادية والمصلحة الاجتهادية، وأنه متى انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة المحمدية فقد حصل الكمال".

وتتلخص فلسفة إخوان الصفا في اثنتين وخمسين رسالة مقسومة على أربعة أقسام: أربع عشرة رسالة رياضية تعليمية - سبع عشرة رسالة جسمانية طبيعية - عشر رسائل نفسانية عقلية -إحدى عشرة رسالة ناموسية آلهية".

وترى رفعة بنت هادي اليامي، مؤلفة كتاب "إخوان الصفا وخلان الوفا: نظريات التطور وفلسفة الوجود" بشأن نظرية التطور في فكر الجمعية، أن إخوان الصفا يرون أن "الموجودات خلقت في سلسلة متصلة، منفصلة بعوامل الزمن، ما عدا الكائنات العليا مثل الإنسان والقرد وغيرهم حيث خلقوا من الطين مباشرة".

فهم يرون أن "الإنسان آخر المخلوقات وجد بعد وجود الحيوان والنبات لأنهما مصدر غذائه، والحيوان خلق بعد النبات، لأن النبات مصدر غذائه، والنبات خلق بعد المعادن، لأنه مصدر غذائها، والمعادن وجدت بعد وجود الماء لأنه سبب تكوينه".




 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية