قراءة في حكم اخوان السودان لمدة 3 عقود.. وعلاقتهم بالحرب الدائرة

قراءة في حكم اخوان السودان لمدة 3 عقود.. وعلاقتهم بالحرب الدائرة

قراءة في حكم اخوان السودان لمدة 3 عقود.. وعلاقتهم بالحرب الدائرة


22/04/2024

 

بمناسبة الذكرة السنوية للحرب في السودان التي اشعلها الاخوان المسلمين، سلطت الكثير من وسائل الاعلام الضوء على كوارث الاخوان المسلمين في السودان طوال 3 عقود   

ووفق التقرير الذي نشره موقع "الحل نت"  فانه من خلال تجربة “الإخوان” في الحُكم في العديد من البلدان العربية كمصر وتونس والمغرب، وفشلها الذريع ولفظها من قِبل الأُطر الاجتماعية تظهر سياستهم الإقصائية الإثنية التي تقسم المجتمع إلى جماعة “الإخوان”، والمؤمنين بدعوتها وغيرهم من فئات المجتمع.

 

ويتضح هذا أكثر في تجربة “الإخوان” في السودان التي تتميز باختلافها عن كافة التجارب “الإخوانية”، فعلى الرغم من أن كل تجربة للجماعة، لها اختلافها وتلونها باللون الاجتماعي والسياسي الواقعة فيه إلا أن تجربتهم في السودان تختلف ، في أنها كانت هي النظام الذي تمت الثورة عليه بعد ثلاثين عاماً من الحكم، وليست أحد عناصر الثورة كما تزعم في العديد من البلدان العربية أولها مصر، وتتميز هذه التجربة في بطلان حجة الجماعة المعتادة بأنها لم تخوض التجربة كاملة، لأنها هنا ظلت تحكم ثلاثة عقود من الزمن، كما أنها توضح هدف “الإخوان” من التمكين وسياستهم لتنفيذ هذا الهدف إلى حدّ تقسيم السودان إلى ميليشيات عديدة تتحارب فيما بينها، دون السعي لمصلحة الدولة والشعب بقدر السعي إلى الحُكم والتمكين في المجتمع السوداني.

وردا على التساؤل حول ما قدّمته هذه الجماعة طوال ثلاثين عاماً للسودان وهم في منصات الحكم والإدارة السياسية والعسكرية والمدنية، فلا يمكن أن نقول إن نظام عمر البشير “إخواني” بالكامل، ولكنه كان نظاماً إسلامياً يعمل على تمكين “الإخوان”، وتمكنت الجماعة بالفعل من كافة نواحي الدولة للحدّ الذي يجعلنا نقول إن تجربة البشير تجربة عاش فيها السودان في ظل هذه الجماعة الإسلاموية، فإذا كان لم يقول الرئيس المخلوح صراحة بأن الحكم في السودان يُقاد من “الإخوان”، فإن الواقع يقول بأنهم كانوا يملكون البنية الفعلية للدولة.  

 

الجماعة كانت هي النظام الذي تمت الثورة عليه بعد ثلاثين عاماً من الحكم، وليست أحد عناصر الثورة كما تزعم في العديد من البلدان العربية أولها مصر

 

واضاف الحل نت في تقريره :"الواقع أن السودان لم تشهد طوال حكم الإخوان أي تطوّر ملحوظ أو حركة اجتماعية أو سياسية، بل ظلت راكدة كغيرها من دول الجوار وخروج الشعب في 2018 والإطاحة بنظام حكم البشير الذي مثّل ضربة قاسمة للجماعة".

وحسب تصريح للباحث السوداني عبد الجليل سليمان ، فإن “الإخوان” طوال فترات تواجدهم في السودان ووجودهم ضمن نظام الحكم إن يكن كله، سعوا إلى التمكين داخل كافة أجهزة الدولة أكثر من سعيهم لسد احتياجات المجتمع السوداني والنظر في مشاكله، فسيطروا على بنية الدولة كاملة الاقتصادية والعسكرية والسياسية، فلا توجد قوى سياسية غير “الإخوان” في السودان، والأكثر من ذلك احتكروا الصناعات والاستيراد والتصدير، ولا ننظر في قيادة أو مؤسسة إلا “والإخوان” هم أغلب عناصرها ويحاصرونها.

والواقع أن السودان لم تشهد طوال هذه العقود أي تطوّر ملحوظ أو حركة اجتماعية أو سياسية، بل ظلت راكدة كغيرها من دول الجوار وخروج الشعب في أيلول/ سبتمبر 2018 والإطاحة بنظام حكم البشير الذي مثّل ضربة قاسمة لـ”الإخوان المسلمين” في السودان خير دليل على ذلك.

 

ووفقا لماً حدث في مصر فقد كانت حجة “الإخوان” وجود مخلفات النظام السابق في بنية الدولة وتعمّدهم وقوف عجلة سيرها، بالرغم من اعتمادهم على إدارة موازية صنعتها الجماعة ومكتب الإرشاد لها داخل الدولة، فإن ما حدث في السودان كان أكثر فظاعة مما أحدثه نظام حسني مبارك في مصر، فأشعلت جماعة “الإخوان” السودان كاملة ومزقتها في سبيل العودة لحكم السودان من جديد، خاصة أنهم كانوا متغلغلينَ داخل بناء الدولة والبناء الاجتماعي أيضاً.  

 

نظام عمر البشير كان نظاماً إسلامياً يعمل على تمكين “الإخوان”، وتمكنت الجماعة بالفعل من كافة نواحي الدولة 

 

وتابع التقرير لم يستسلم “الإخوان” في السودان لرغبة الشعب التي تعلن عادة نفسها وصية عليه ومسؤولة عن مصالحه، بل سعت للعودة إلى الحكم بكل الطرق الممكنة وأهمها صناعة الفوضى الخلّاقة التي تجعل الشعب يأسف على ثورته ويتمنى عودة نُظم الحكم الاستبدادية، فمن خلال تغلغلها داخل أبنية الدولة سعت إلى تفكيك بنية الدولة وتقسيم الجيش، بل صنعت العديد من الميليشيات وسلّحتها وموّلتها من خلال سيطرتها على العملية الاقتصادية في السودان.

 

الواقع السوداني يكشف حقيقة “الإخوان” أكثر من أي مجتمعٍ آخر، وعادة ما يُطلق على تجربة “الإخوان” في السودان اسم “الجريمة الكاملة للإسلام السياسي”.

وأكد الكاتب والباحث السوداني عبد الجليل سليمان في تصريح خصّ به “الحل نت” أن “مَن يقاتلون الآن في السودان هم الإخوان عبر كتائبهم وميليشياتهم إلى جانب الجيش السوداني، والأخير أيضاً بكامل عتاده من الجماعة، وجميع القيادات الحالية كذلك من الكيزان، بجانب ميليشيات البراء بن مالك، وكتائب الظل، وقوات العمل الخاص، والمستنصرين؛ وهم الذين جنّدتهم الحركة الاسلامية من بقايا الميليشيات السابقة، الدفاع الشعبي، والشرطة الشعبية، والأمن الطلابي، وجندوا معهم بعض المواطنين وسموا نفسهم المستنصرين”.

 

وأضاف سليمان أنه عند فشل هؤلاء المستنصرينَ لتنفيذ مآرب الجماعة وأهدافها على الأرض، فكّرت الجماعة في إطلاق ما يسمى “المقاومة الشعبية” للدعم السريع عن طريق قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وهم الآن يسلّحون في كوادرهم ويزرعون الفتن القَبَلية من خلال تسليح بعض القبائل على أساس أنها في خطر، وعندما فشلوا في جمع الناس وإثارة مشاعرهم الدينية، راحوا يعملون على إثارة المشاعر القَبَلية، لأن السودان في نهاية المطاف مجتمع قَبَلي.

 

السودان لم تشهد طوال عقود الاخوان أي تطوّر ملحوظ أو حركة اجتماعية أو سياسية، بل ظلت راكدة كغيرها من دول الجوار

 

وهذا قد يدفع السودان إلى حروب قَبَلية، التي ستكون عواقبها وخيمة حتماً. ولا يعتقد سليمان أنه “سيكون من المبالغة إذا قلت إن كل المجازر والحروب الأهلية ستكون بمثابة مناوشات صغيرة”.

 

فالسودان لديه أكثر من 500 قبيلة لكل قبيلة تداخلات إثنية عرقية ومصالح وامتدادات لكل دول الجوار، وبالتالي كل مجموعة قَبَلية ستساندها بقية القبيلة خارج الدول والجهات التي لها مصالح مشتركة.

وأردف سليمان إن “الإخوان” ليس لديهم أي مانع على الإطلاق في حرق السودان حتى الأرض، بل حرق كل دول الجوار من أجل الوصول إلى السلطة. وهذا لا يُعتبر انحيازاً سياسياً أو حكماً عاطفياً، بل هو تحليل علمي وواقع نراه على الأرض التي نعيش فيها، فكل ما يعاني منه السودان اليوم هي حروب وانقسامات صنعتها جماعة “الإخوان المسلمون”.

 

سليمان : الإخوان طوال فترات تواجدهم ضمن نظام الحكم، سعوا إلى التمكين داخل كافة أجهزة الدولة أكثر من سعيهم لسد احتياجات المجتمع السوداني والنظر في مشاكله

 

والواقع السوداني يكشف حقيقة “الإخوان” أكثر من أي مجتمعٍ آخر، وعادة ما يُطلق على تجربة “الإخوان” في السودان اسم “الجريمة الكاملة للإسلام السياسي”، وهي كذلك بالفعل. فحكم الإسلام السياسي عقوداً من الزمن لم يقدم فيها شيئا ذا قيمة لهذا المجتمع سوى محاولة “أخونته” وتمزيقه إلى فئات عديدة، ولعل سبب لفظهم في المجتمع المصري محاولة التميز في القرارات، وصناعة إدارة موازية للجهاز الإداري للدولة ونظام اجتماعي منطوي على نفسه ومنغلق عن المجتمع المصري، والتعالي عليه بداعي التفوق الديني والالتزام العقائدي.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية