قصف عنيف وتقسيم القطاع.. وإسرائيل تستعين بمرتزقة.. ما جديد المشهد في غزة؟

قصف عنيف وتقسيم القطاع.. وإسرائيل تستعين بمرتزقة.. ما جديد المشهد في غزة؟

قصف عنيف وتقسيم القطاع.. وإسرائيل تستعين بمرتزقة.. ما جديد المشهد في غزة؟


06/11/2023

في اليوم الـ (31) من الحرب على غزة، استشهد عدد من الفلسطينيين في غارات إسرائيلية ليلية مكثفة، بعد يوم من ارتكاب مجزرتين جديدتين؛ إحداهما قرب ميناء غزة، والثانية في مخيم المغازي، خلّفتا (75) شهيداً.

وبعد إعلان الجيش الإسرائيلي تقسيم قطاع غزة إلى شطرين؛ اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة غزة.

فقد شهدت محاور متفرقة من المدينة منذ أمس مواجهات عنيفة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية في شمال غرب وجنوب مدينة غزة، وفق ما أفادت وكالة (شهاب) الفلسطينة.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس ـ أنّها قتلت جنوداً إسرائيليين ودمرت آليات خلال المعارك الدائرة مع قوات الاحتلال في غزة، وقصفت تل أبيب ومناطق إسرائيلية أخرى ردّاً على المجازر المرتكبة بحق المدنيين في القطاع.

وقالت كتائب القسام إنّها خاضت أمس اشتباكات ضارية شمالي القطاع، أسفرت عن مقتل جنود إسرائيليين.

في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، يبحث الكثيرون عن ضحايا بين أنقاض مبنى صباح اليوم الإثنين

وأضافت الكتائب -في سلسلة بيانات عبر منصتها في (تليغرام)- أنّ مقاتليها دمروا دبابة متوغلة شمال غرب مدينة غزة، ودبابتين في تل الهوا (جنوب مدينة غزة)، و(3) دبابات في بيت حانون شمال القطاع، وأشارت إلى أنّها دمرت معظم تلك الدبابات بوساطة قذائف "الياسين 105".

وبحسب قناة (الأقصى) المقربة من حركة حماس، فإنّ مقاتلي كتائب القسام دمروا منذ فجر أمس (12) آلية إسرائيلية بينها دبابات.

استشهاد عدد من الفلسطينيين في غارات إسرائيلية ليلية مكثفة، بعد يوم من ارتكاب مجزرتين جديدتين، إحداهما قرب ميناء غزة، والثانية في مخيم المغازي

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لصحفي في شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية يقول فيه: إنّ الجيش الإسرائيلي تعرض لكمين في قطاع غزة قُتل فيه (20) من جنوده.

في الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد قتلاه في غزة خلال أقل من أسبوع إلى (30).

وسبق أن أكد الناطق باسم (كتائب القسام) أبو عبيدة، أنّ أعداد القتلى الإسرائيليين في قطاع غزة أكبر بكثير ممّا يتم الإعلان عنه.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد دانييل هاغاري أمس، في تصريح لوسائل الإعلام: إنّ القوات أكملت تطويق مدينة غزة ووصلت إلى ساحل المدينة، وهذه خطوة مهمة للغاية في زيادة الضغط على حماس، اليوم هناك غزة شمالاً وغزة جنوبا".

ويقدّر الجيش الإسرائيلي أنّ قواته ستدخل مدينة غزة خلال (48) ساعة، مع استكمال تطويقها، وتشير تقديراته إلى أنّ قواته في قطاع غزة ستبدأ القتال وخوض اشتباكات داخل مدينة غزة، بعد الانتهاء من تطويق المدينة، وذلك بهدف الوصول إلى مقاتلي حماس الذين تم دفعهم إلى داخلها، بحسب ما أفادت صحيفة (هآرتس).

هذا، وأعلن جيش الاحتلال أمس تنفيذ ضربات "كبيرة" في قطاع غزة لتقسيمه إلى شطرين، وارتكبت عشرات المجازر بحق المدنيين وباستخدام الأسلحة المحرمة دولياً كقنابل الفسفور.

رجل ينظر إلى غرفة تحولت إلى أنقاض في خان يونس

بدورها، أكدت الحكومة في غزة أنّ الجيش الإسرائيلي يشن "قصفاً كثيفاً" حول مستشفيات عدة في شمال القطاع، حيث قطعت إسرائيل الاتصالات الهاتفية والإنترنت قبيل ذلك.

وقال المكتب الإعلامي للحكومة: إنّ محيط المستشفيات شهد قصفاً عنيفاً، خصوصاً القصف قرب مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع المحاصر.

ولم تتوقف العمليات الإسرائيلية في غزة على عناصر الجيش والمخابرات والقوات الأمريكية، فقد كشفت صحيفة إسبانية أنّ الجيش الإسرائيلي يستعين بعدد من المرتزقة المتعاقدين مع شركات عسكرية خاصة لأجل القيام بخدمات عسكرية، بعضها مرتبط بدعم غير مباشر للحرب على غزة.

ونقلت صحيفة (إلموندو) الإسبانية عن أحدهم، وهو الجندي السابق بالجيش الإسباني بيدرو دياز فلوريس كوراليس (27 عاماً)، الذي يشارك كمرتزق لمساندة القوات الإسرائيلية، وسبق أن شارك بالعراق، والحرب الروسية الأوكرانية، وانتقل منها إلى إسرائيل.

مسؤولو (18) وكالة تابعة للأمم المتحدة يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والسماح بدخول المزيد من المساعدات

وأوضحت (إلموندو) أنّ "جيشاً صغيراً" من المرتزقة يعمل داخل إسرائيل، وقد تم التعاقد معهم لتنفيذ مهام خاصة.

وصرح الجندي بأنّ عمله مع الجيش الإسرائيلي مربح جداً مادياً، حيث يحصل على (3900) يورو أسبوعياً، إضافة إلى تعويضات المهام الأخرى التكميلية.

ووُظف كوراليس كمرتزق من قبل (ريفن، وغلوبال سي إس تي)، وهما شركتان عسكريتان خاصتان تعاقد معهما الجيش الإسرائيلي لتوظيف مرتزقة لتنفيذ مهام عسكرية.

ويقول الجندي المرتزق للصحيفة الإسبانية: إنّه انتقل للحرب في أوكرانيا احتراماً "لمبادئه" دفاعاً عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي، لكن مع إسرائيل هدفه مادي بحت.

وزعم أنّه لا يشارك في الحرب مباشرة، ودوره ـ مع زملائه من المرتزقة ـ يقتصر على تقديم الدعم الأمني ​​لقوافل الجيش الإسرائيلي الموجودة في قطاع غزة.

وأضاف كوراليس أنّ من مهامه أيضاً ضمان أمن نقاط التفتيش، ومراقبة الدخول على حدود غزة وكذلك الأردن، وهو حالياً يشتغل في الجولان المحتل.

صورة التُقطت يوم أمس الأحد تظهر سيارة مدمرة في شمالي غزة، حيث تركز إسرائيل هجومها البري

هذا، وأصدر مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة بياناً مشتركاً نادراً، أبدوا فيه غضبهم من عدد الضحايا المدنيين في غزة، مطالبين بـ "وقف فوري إنساني لإطلاق النار"، وبإدخال مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى قطاع غزة المحاصر.

وقال مسؤولو (18) منظمة تابعة للأمم المتحدة في بيان: "يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم، ويُحرم من الوصول إلى الحاجيات الضرورية، ويُقصَف السكان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة".

كتائب عز الدين القسام: قتلنا جنوداً إسرائيليين، ودمرنا آليات، خلال المعارك الدائرة مع قوات الاحتلال في غزة

في الأثناء، أكّدت وكالة الأنباء الفلسطينية مقتل وإصابة العشرات بقصف جوي إسرائيلي لمخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد قالت في وقت سابق: إنّ القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أسفر عن سقوط (9770) مواطناً فلسطينياً، بينهم (4800) طفل، و(2550) امرأة.

وارتفع عدد الجرحى والمصابين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ شهر إلى (24808) جرحى، و(2660) مفقوداً، بينهم (1270) طفلاً.

وتواصل إسرائيل بهدوء حشد الدعم الدولي لنقل مئات الآلاف من المواطنين من قطاع غزة إلى مصر، وفقاً لـ (6) دبلوماسيين أجانب تحدثوا إلى صحيفة (نيويورك تايمز).

صورة تظهر نزوح سكان من شمالي غزة بعد أن جددت إسرائيل تحذيرها للسكان بالنزوح إلى جنوب القطاع

واقترح القادة والدبلوماسيون الإسرائيليون الفكرة بشكل خاص على العديد من الحكومات الأجنبية، ووضعوها في إطار مبادرة إنسانية من شأنها أن تسمح لمواطني غزة بالهروب مؤقتاً من مخاطر الحرب، وإيجاد ملجأ في صحراء سيناء، عبر الحدود في مصر المجاورة. وقد قوبلت فكرة إسرائيل بالرفض من قبل معظم الدول التي اتصلت بها، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بسبب خوفها من أن يصبح التهجير الجماعي للسكان وضعاً دائماً.

وقال الدبلوماسيون الأجانب: إنّ الدول التي سمعت عن الفكرة الإسرائيلية تخشى أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى زعزعة استقرار مصر، وترك عدد كبير من الفلسطينيين خارج وطنهم. كما رفض الفلسطينيون أنفسهم الفكرة خوفاً من أن تستخدم إسرائيل الحرب لتهجير أكثر من مليوني شخص يعيشون في قطاع غزة بشكل دائم. وقد رفض مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التعليق على المقال.

مواضيع ذات صلة:

صحيفة أمريكية تكشف خطة إسرائيل لتدمير أنفاق حماس... هذه تفاصيلها

إسرائيل وضعت خطة لإدخال كميات محدودة من الوقود إلى غزة... ما التفاصيل؟

مقترح برلماني جديد بإدخال الجيش التركي إلى غزة... لماذا؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية