ماذا بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومن قتله؟

ماذا بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومن قتله؟

ماذا بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومن قتله؟


23/05/2024

بعد ساعات طويلة من الترقب، أعلنت الحكومة الإيرانية وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية، وذكرت وكالة أنباء إرنا الرسمية أن رئيسي كان من بين الأشخاص التسعة الذين قتلوا في الحادث. كما توفي وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الذي كان على متن المروحية مع رئيسي.

ولم يجد عمال الإنقاذ أي علامات على وجود ناجين وأكدت الحكومة الإيرانية وفاة رئيسي ، وكتبت في بيان: “لقد ضحى رئيس الشعب الإيراني المجتهد والدؤوب (…) بحياته من أجل الأمة”، حيث كان الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عائدين من اجتماع مع الرئيس الأذربيجاني المجاور إلهام علييف عندما فقدت مروحيتهم في شمال غرب البلاد.

وبعد وفاة إبراهيم رئيسي قالت الحكومة: “نؤكد للشعب الوفي أنه بعون الله ومساندة الشعب لن يكون هناك أدنى اضطراب في إدارة البلاد”، فيما دعا رئيس الدولة الإيرانية آية الله علي خامنئي المواطنين إلى عدم القلق، وذلك بحسب ما رصده "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في دارسة حول الموضوع بعنوان " ماذا بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية؟".

وقال خامنئي في كلمة ألقاها أمام عائلات الحرس الثوري بثها التلفزيون الرسمي “لن يكون هناك أي انقطاع في تصرفات البلاد”. وتمنى “أن يعيد الله الرئيس ورفاقه إلى حضن الوطن”. وقبل وقوع الحادث، افتتح رئيسي مشروع سد مع الرئيس الأذربيجاني علييف.

نظرية المؤامرة

وبحسب ما نقله المرصد فإنه، وبدون شك يجب الأخذ بالاعتبار جميع الفرضيات لسقوط أو إسقاط طائرة الرئيس الإيراني منها: العامل الديناميكي الفني، والعامل البشري، خطأ بشري ويبقى خيار فرضية المؤامرة، وخاصة أطراف خارجية وهنا الحديث عن إسرائيل باعتبارها هي المستفيدة. 

هذا وتستثمر إسرائيل، بحسب الدراسة، “القرى الذكية” عند الحدود الأذرية، من أجل شن هجمات سيبرانية، تسيير طائرات مسيرة، مسح جوي، وتجنيد عملاء و التسلل عبر الحدود، هذه العمليات جميعها تعتبر تهديداً مباشراً إلى أمن إيران القومي. 

سقوط المروحية أدى إلى مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد من كبار مسؤولي النظام الإيراني

ويقابل التهديدات الإسرائيلية السيبرانية عبر الحدود الأذرية، قدرة إيران على صد أو كشف بعض تلك الهجمات، لكن في الحقيقة، قدرات إسرائيل السيبرانية هي أوسع من إيران، وتعزز إسرائيل قدراتها الإستخبارية وتهديدها إلى إيران، كونها تتمتع بوضع أمني استخباراتي واسع في أذربيجان.

كما أنه من الممكن أن تكون طائرة الرئيس الإيراني خلال هبوطها عند الحدود الأذرية الإيرانية ومراسم افتتاح السد قد تعرضت إلى عمل استخباراتي للتشويش على نظام التشغيل، ولفتت الدراسة إلى أن بعض الشهادت تقول إن الرئيس الأذري كان يصر على حضور الرئيس الإيراني لمناسبة افتتاح السد بدل حضور شخصية ثانية، وكأننا أمام مشهد استدراج الرئيس أفيراني إلى منطقة “رخوة استخبارياً”. وهذا ربما يدفع لإجراء تحقيقات مع أذربيجان، رغم أن التقديرات لا ترجح قيام إيران بذلك لأسباب سياسية وأمنية ، تتركز بعدم رغبتها بالتصعيد.

 

من الممكن أن تكون طائرة الرئيس الإيراني خلال هبوطها عند الحدود الأذرية الإيرانية ومراسم افتتاح السد قد تعرضت إلى عمل استخباراتي للتشويش على نظام التشغيل

 

ووفقا لما ورد في الدراسة، فإن ما يدعم نظرية المؤامرة، أو فرضية إسقاط الطائرة هو أن طائرة الرئيس الإيراني كانت ترافقها طائرتان وتسير في نفس المسار، السؤال لماذا تمكنت الطائرتان العودة بسلام دون طائرة الرئيس؟ والسؤال الآخر لماذا لم تقم الطائرتان بواجباتها على الأقل للهبوط بالقرب من طائرة الرئيس؟ أسئلة فنية أخرى تٌطرح تدعم فرضية المؤامرة وهي، إن كان سقوط الطائرة بفعل ظروف جوية، يٌفترض أن يرسل الطيار رسالة استغاثة ويُفترض أن تستلم الطائرتان المرافقتان إشارة استغاثة أيضاُ. 

وتشير تقديرات الدراسة إلى أنه في حال ضلوع أطراف خارجية بمقتل الرئيس الإيراني رئيسي وتحديداً إسرائيل، فربما إيران سوف لا تروج لهذه الفرضية، كون ذلك يتطلب منها الرد والانجرار إلى حرب أو مواجهة واسعة، وهي لا تريد في هذه المرحلة الانخراط بأي توسع للحرب وهذا ما أثبته في ردها في أعقاب ضرب إسرائيل قنصليتها في سوريا خلال شهر أبريل/نيسان 2024.

كذلك، نقلت مصادر خارجية قولها إن “أذربيجان أتاحت لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) إقامة محطة متقدمة، توفر للأخير قدرة عالية على تعقب ورصد ما يجري في إيران، كما أن السلطات الأذرية عملت على تأهيل مطار مخصص لمساعدة إسرائيل في حال قررت مهاجمة منشآت نووية إيرانية”، وكشفت أن “عملاء الموساد الذين سرقوا الأرشيف النووي الإيراني قاموا بتهريبه إلى إسرائيل عن طريق أذربيجان”. 

وتمارس إسرائيل الحرب السيبرانية على إيران من خلال: ـ التنصت​ ـ تسيير طائرات مسيرة، ومسح جوي ـ شن هجمات سيبرانية ضد منشآت إيرانية حيوية وبنى التحتية ـ عمليات تهريب وتسلل (نجحت إسرائيل بنقل وثائق مسروقة من المفاعل النووي إلى أذربيجان في شاحنات عبر الحدود). وهنا أشارت الدراسة إلى عدم تردد حكومة نتنياهو بعمل ما هو ممكن لدعم سياساتها في غزة. إن فتح جبهة أذربيجان ممكن ان تخفف الضغوط على اسرائيل في حرب غزة.

من هو رئيسي؟

تولى إبراهيم رئيسي البالغ من العمر 63 عاما رئاسة إيران منذ حزيران/يونيو 2021. وهو يحسب على التيار المتشدد، وكان يتولى في السابق قيادة السلطة القضائية في البلاد. فيما يُنظر إليه على أنه أحد تلاميذ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، واقترح بعض المحللين أنه يمكن أن يحل محل خامنئي بعد وفاته أو استقالته من منصبه. 

ولد إبراهيم رئيس الساداتي، المعروف باسم إبراهيم رئيسي، في 14 كانون الثاني/ديسمبر 1960، في حي نوغان القديم في مدينة مشهد عاصمة محافظة “خراسان رضوي”. وكان والده رجل دين من منطقة دشتك في مدينة زابُل بمحافظة سيستان وبلوشستان، عاش في مشهد وتوفي عندما كان إبراهيم في الخامسة من عمره.

تولى إبراهيم رئيسي البالغ من العمر 63 عاما رئاسة إيران منذ حزيران/يونيو 2021

كما دخل رئيسي الحوزة الدينية في قم قبل الثورة بفترة وجيزة، وكان حينها في سن الخامسة عشرة، وهناك درس العلوم الدينية على يد أشخاص مثل علي مشكيني، وحسين نوري همداني، ومحمد فاضل لنكراني، وأبو القاسم الخزعلي، ومحمود هاشمي شهرودي. وهو متزوج من ابنة رجل الدين المتشدد أحمد علم الهدى، إمام جمعة مدينة مشهد، وزوجته جميلة علم الهدى حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة تربية المدرسين، وهي أستاذة في العلوم التربوية في جامعة بهشتي في طهران، لديهما ابنتان وحفيدان.

الحكومة الإيرانية: وفاة رئيسي لن تسبب “أي خلل”

هذا أكدت الحكومة الإيرانية في بيان أنها ستواصل العمل من دون “أدنى خلل” بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية الأحد. وجاء في البيان الحكومي “تؤكد الحكومة للشعب الإيراني الوفي والمقدر والعزيز على أن طريق العزة والخدمة سيستمر وبفضل روح آية الله رئيسي البطل وخادم الشعب والصديق الوفي للقيادة التي لا تعرف الكلل (…) لن يكون هناك أدنى خلل أو مشكلة في الإدارة  للبلاد”.

 

بعض الشهادت تقول إن الرئيس الأذري كان يصر على حضور الرئيس الإيراني لمناسبة افتتاح السد بدل حضور شخصية ثانية

 

إن السياسة الإيرانية سوف لن تتأثر بخسارة رئيسها رئيسي، كون النظام الإيراني يقوم على أساس الدولة العميقة ويرتكز على شخصية المرشد الإيراني الذي يمسك بشكل جيد بزمام الأمور.

كما أكدت أنه من المستبعد جدا أن يكون هناك تغيير في مواقف إيران في الملف النووي وكذلك في ملف حرب غزة وملفات أخرى.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية