50 عاماً على علاقتهما المتينة.. الإمارات ومصر "قلب واحد"

50 عاماً على علاقتهما المتينة.. الإمارات ومصر "قلب واحد"

50 عاماً على علاقتهما المتينة.. الإمارات ومصر "قلب واحد"


19/10/2022

أعلنت حكومتا دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية عن الاحتفاء بمرور (50) عاماً على تأسيس العلاقات الإماراتية المصرية، عبر تنظيم احتفالية كبرى تحت شعار "مصر والإمارات قلب واحد"، تتضمن أجندة متنوعة من الفعاليات خلال الفترة ما بين 26 حتى 28 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، تستضيفها القاهرة، بحضور وزراء من حكومتي البلدين، وأكثر من (1800) شخصية من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين.

ووفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فإنّ الاحتفالية تتضمن أجندة متنوعة من الفعاليات؛ منها منتدى اقتصادي مشترك خلال اليوم الأول بحضور عدد من الوزراء في حكومة دولة الإمارات ونظرائهم بالحكومة المصرية، إلى جانب كبار المسؤولين في المجال الاقتصادي ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي في البلدين، وسيتم تنظيم حفل مميز "أم كلثوم في أبو ظبي" الذي أحيته الفنانة في عام 1971، وإعادة إحيائه بطابع جديد واستثنائي ضمن أجندة الفعاليات.

وتشهد أجندة الفعاليات في يومها الثاني إقامة المنتدى الثقافي، الذي يُعقد بمشاركة نخبة من المثقفين والإعلاميين والشخصيات البارزة في الدولتين، ويستعرض المنتدى أهم المحطات الرئيسة في العلاقة الإماراتية المصرية في مجال الإعلام والثقافة والفنون والتاريخ المشترك بين البلدين، ويتخلل المنتدى سلسلة من الجلسات التي تتناول موضوعات مشتركة في التعاون الرياضي والإعلامي والثقافي، ويضم المنتدى كذلك سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشات مع عدد من الدبلوماسيين الإماراتيين والمصريين، ونخبة من الإعلاميين من القطاع الحكومي والخاص في الدولتين.

الوالد المؤسس الشيخ زايد

وفي سياق متصل، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء بدولة الإمارات محمد عبد الله القرقاوي أنّ العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجاً متميزاً للعلاقات الثنائية بين الدول، وهي علاقات قامت على التكامل وتعزيز المصالح المشتركة، ونسجت روابط الأخوة الراسخة بين البلدين قيادة وشعباً لتصبح بمثابة نموذج في العلاقات، وانعكس صداها وأثرها في مختلف المجالات وعلى كافة مستويات التعاون.

 

وقال: "روابط الأخوة والصداقة الراسخة أرسى دعائمها الوالد المؤسس الشيخ زايد مع مصر، وتشهد اليوم تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد والرئيس عبد الفتاح السيسي مزيداً من الزخم والازدهار"، مؤكداً على أنّ شعار "مصر والإمارات قلب واحد" يترجم (5) عقود من الاعتزاز والشراكة الشاملة بين البلدين الشقيقين".

من جانبها، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية الدكتورة هالة السعيد أنّ إقامة الاحتفالية تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وحرص القيادة على تعميق هذه العلاقات القوية المتينة على مستوى الحكومتين والشعبين.

وأشارت إلى توجيهات القيادة السياسية المصرية بتعميق التعاون مع دولة الإمارات في جميع المجالات، وعلى رأسها المجال الاقتصادي لاستغلال الفرص الواعدة للتعاون بين البلدين وتحقيق مصالح الشعبين وبناء نموذج يحتذى به على مستوى العلاقات العربية.

التعاون الاقتصادي

ويقود التعاون الاقتصادي الذي يستوعب العديد من القطاعات والمجالات الحيوية بين البلدين قاطرة العلاقات المتميزة والراسخة بينهما، وهو تعاون يصل إلى مستوى الشراكة الاقتصادية التي تنعكس بدورها على العديد من المجالات الأخرى، وتعزز بشكل جوهري مختلف مسارات التنمية الشاملة في البلدين، وأصبحت تشهد تطوراً كبيراً ونوعياً في الشأن الاقتصادي، وكذلك نمواً ملحوظاً في التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات المتبادلة.

فقد بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين مصر والإمارات خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) حتى أيار (مايو) 2022 أكثر من (11.8) مليار درهم، (3.2) مليارات دولار، بنمو وصلت نسبته إلى 11% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وبلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال الأشهر الـ (5) الأولى من عام 2021 ما قيمته (10.6) مليارات درهم (2.9) مليار دولار.

تُعدّ دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر، والثالثة على الصعيد العالمي، برصيد استثمارات تراكمي يزيد على (28) مليار دولار

ووصلت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال عام 2021 إلى قرابة (27.7) مليار درهم، (7.5) مليارات دولار، بنسبة نمو تصل إلى 7.4% مقارنة مع عام 2020، وتقدّر قيمة الاستثمارات الصادرة من دولة الإمارات إلى مصر خلال الفترة من عام 2003 حتى عام 2019 بنحو (30) مليار دولار أمريكي (110) مليارات درهم.

وتُعدّ دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر، والثالثة على الصعيد العالمي، برصيد استثمارات تراكمي يزيد على (28) مليار دولار، منها استثمارات مباشرة بقيمة (9) مليارات دولار، وبعدد أكثر من (1300) شركة إماراتية في مصر، ضمن مشاريع واستثمارات تشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة، والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية، والقطاع المالي وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي، وتستثمر الشركات المصرية أكثر من (1.1) مليار دولار، وتشمل مشاريعها كذلك القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة.

التعاون الثقافي

ويُعدّ التعاون الثقافي والإعلامي أحد أكثر المجالات قوة وتأثيراً في تطوير العلاقات بين البلدين، ويعكس القيم المشتركة والروابط التاريخية وأواصر الأخوة والصداقة الراسخة بين البلدين.

وتتبادل الدولتان العلاقات الثقافية والإبداعية على كافة الأصعدة، بما يشمل الفرق الفنية أو المشاركة في معارض الكتب، وتبادل الزيارات رفيعة المستوى بينهما في المجال الثقافي.

بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين مصر والإمارات خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) حتى أيار (مايو) 2022 أكثر من (11.8) مليار درهم

وتحرص دولة الإمارات على دعم العديد من المشاريع والمبادرات الثقافية بمصر، ومنها مشروع تطوير مكتبة الإسكندرية عبر تقديم (21) مليون دولار، لتصبح على ما هي عليه اليوم، وشهدت العلاقات الإماراتية المصرية توقيع (18) اتفاقية ثقافية بين مؤسسات إماراتية ومكتبة الإسكندرية في مصر.

وقد دعمت الإمارات افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات، فضلاً عن توقيع الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب وثيقة الأخوة الإنسانية مع بابا الفاتيكان في 4 شباط (فبراير) عام 2019 في أبو ظبي.

التعاون العسكري

ومع تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منصب القيادة في مصر عام 2014، صار لدى البلدين إيمان كامل بأنّ "الاستثمار في الاستقرار" هو أفضل طريق لبناء المستقبل في المنطقة العربية، ولهذا عمل البلدان بشكل دائم من أجل تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الصوت العربي في مواجهة كافة التحديات، وفق موقع "الخليج أون لاين".

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة افتتاح وتدشين مختلف القواعد العسكرية المصرية الجديدة، بداية من مشاركته في افتتاح قاعدة "محمد نجيب العسكرية" في تموز (يوليو) 2017، مروراً بمشاركته في افتتاح قاعدة "برنيس" على البحر الأحمر في كانون الأول (ديسمبر) 2020، وحتى حضوره افتتاح قاعدة "3 يوليو" العملاقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في العام الماضي (2021)، وهو ما يؤكد ويعكس قوة وخصوصية العلاقات المصرية - الإماراتية في جميع المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وشهدت الفترة الأخيرة تعاوناً غير مسبوق في المجال العسكري بين مصر والإمارات، فقد شاركت قوات البلدين البحرية والجوية والبرية في سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة، كان أبرزها فعاليات التمرين العسكري المشترك "زايد 3" في أيار (مايو) 2021، وكذلك مشاركة القوات الإماراتية في فعاليات التدريب المشترك "سيف العرب" في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ونفذت القوات المسلحة الإماراتية والمصرية التدريب العسكري المشترك "صقور الليل" عام 2019، وفي 25 تموز (يوليو) 2018 انطلقت فعاليات التدريب البحري المشترك "استجابة النسر 2018"، وقبلها في نيسان (إبريل) من العام ذاته جرت فعاليات التدريب البحري المصري الإماراتي المشترك "خليفة 3"، وغيرها الكثير من التدريبات والمناورات المشتركة بين البلدين.

هذا، ويسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووصيته التي قال فيها: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم، إنّ مصر بالنسبة إلى العرب هي القلب، وإذا توقف القلب، فلن تكتب للعرب الحياة"، حسبما أوردت صحيفة العين الإخبارية في تقرير لها في هذه المناسبة.

تحرص دولة الإمارات على دعم العديد من المشاريع والمبادرات الثقافية بمصر

واستعرضت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية تاريخ العلاقات بين البلدين التي تعود إلى ما قبل إعلان الاتحاد عام 1971، حيث جمعت بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، علاقة أخوية عكست القيم المشتركة والاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين. وكان الشيخ زايد بن سلطان شديد الإيمان بدور مصر المحوري والرائد عربياً وإقليمياً، وقدّم الدعم لشعبها بعد حرب 1967، وكانت له مساهمات عديدة في عمليات الإعمار وتمكين القطاعات الحيوية كافة، بما فيها توفير المقومات الضرورية للقوات المسلحة المصرية.

من جهته، كان عبد الناصر داعماً كبيراً لقيام اتحاد الإمارات، وقام بإرسال بعثات من المدرسين والمهندسين والأطباء، والنماذج المصرية التي كانت حاضرة في مرحلة التأسيس لقيام الاتحاد.

بعد رحيل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ساندت الدولة المصرية بقيادة رئيسها آنذاك محمد أنور السادات إعلان قيام دولة الاتحاد عام 1971، وزار الرئيس المصري دولة الإمارات العربية المتحدة، ليردّ بعدها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الزيارة إلى القاهرة، مقدّماً وشاح آل نهيان للرئيس السادات.

وشهدت فترة السبعينيات من القرن الـ 20 نموذجاً متميزاً في العلاقات الثنائية، حيث كانت الروابط بين دولة الإمارات ومصر مثالاً يحتذى في العلاقات بين الدول العربية.

وكان دعم الشيخ زايد لمصر بـمبلغ (100) مليون دولار بهدف إعادة إعمار محافظات قناة السويس كافة من المواقف الخالدة في مسيرة العلاقات المشتركة، الأمر الذي دفع القيادة المصرية لإطلاق اسم "الشيخ زايد" على مدينة كاملة عام 1976.

وتُعتبر العلاقات الإماراتية المصرية في فترة حكم الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك نموذجاً للاحترام المتبادل والتعاون السياسي والاقتصادي والتجاري، لا سيّما تحت مظلة أواصر الصداقة التي تربط بين قادة البلدين خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الـ (20) .




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية