الجماعة الإسلامية تنشر الفوضى وتثير الهلع في لبنان

الجماعة الإسلامية تنشر الفوضى وتثير الهلع في لبنان

الجماعة الإسلامية تنشر الفوضى وتثير الهلع في لبنان


09/05/2024

تواصل الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في لبنان، تأكيد وجودها العسكري، المتمثل في ميليشيات الفجر الموالية لحزب الله، وقد اعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة علي أبو ياسين أنّ إعلان قوات الفجر عن عملياتها في جنوب لبنان لا يعني أنّ الجماعة ضمن أيّ محور خارجي. وقال: إنّ "ما جرى الإعلان عنه هو أمر طبيعي، فقوات الفجر كانت، وما تزال، ولم يتوقف عملها الجهادي والإعدادي". وأكد أنّ "قوات الفجر ستبذل كل ما تستطيع للقيام بواجبها تجاه أهلها وأرضها ووطنها وأهل غزة". وزعم أنّ الجماعة مستمرة بواجبها في الدفاع عن أهلها بمقدار حرصها على الدولة ومؤسساتها.

الجماعة تنشر الفوضى في عكار

وقد أثار استعراض عسكري مسلح للجماعة الإسلامية جدلاً كبيراً، وتسبب في حالة من الذعر والخوف بين سكان عكار، وسط تحذيرات من انتشار الفوضى، وجرى الاستعراض أثناء تشييع قائدين لقوات الفجر قتلا في استهداف إسرائيلي، حيث جرى إطلاق نار وإصابات عديدة.

وأظهر مقطع فيديو مشاهد لاستعراض عسكري، دفعت إليه الجماعة الإسلامية بمئات المقاتلين أثناء تشييع الجنازة، وأظهرت مقاطع الفيديو أحد المسلحين وهو يطلق طلقة (آر بي جي) في الهواء.

وبحسب وسائل إعلام لبنانية، أصيبت سيدة في قرية ببنين بالرصاص الطائش بيدها، وتلقى طفل إصابة بالرأس، إضافة إلى أضرار لحقت بشبكة الكهرباء، ممّا كاد يؤدي إلى كارثة.

تواصل الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في لبنان، تأكيد وجودها العسكري، المتمثل في ميليشيات الفجر الموالية لحزب الله

بدوره، استغرب علي أبو ياسين، في حديث لقناة (الجديد) ما وصفه بالتركيز لدى البعض على المشهد الذي حصل في عكار خلال تشييع الشهيدين مصعب وبلال خلف، فيما يتمّ نسيان أنّ مئات الشباب اللبناني أغار عليهم العدو الصهيوني وقتلهم على أرض الجنوب أو البقاع، وبينهم صحفيون ومسعفون، على حدّ زعمه.

وزعم أبو ياسين أنّ الجماعة الإسلامية لم تطلق النار في تشييع شهيديها في عكار، بل ذهبت أبعد من ذلك عندما حرّم أمينها العام ذلك، لأنّ مظاهر إطلاق الرصاص ليست من سياستها، واستغرب كيف يتمّ تحميلها المسؤولية عن ذلك، ويتمّ شنّ الحملات الإعلامية التي وصفها بالمنظمة عليها. 

وأشار إلى أنّ هذه العادة السيئة تحصل في أغلب المناطق اللبنانية، وهي عادة مستنكرة ونقول: "إنّ ذلك مخلّ بالأمن ولا نقبله". وأشار أبو ياسين إلى أنّ كلّ مرجعيات عكّار أدانت واستنكرت إطلاق الرصاص، وأنّ مداهمة بيوت الآمنين بعد منتصف الليل والدخول إليها في ببنين وترويع الناس الآمنين أمر مستغرب، وسأل هل هكذا تكافأ عكّار؟

أبو ياسين جزم بأنّ الجماعة الإسلامية لم تطلق النار في عكار، ولا تطلق النار في أيّ مناسبة حتى في الهواء، إلا في مواجهة العدو الصهيوني، وأكّد أنّهم على استعداد للتعاون والمحاسبة وكشف مطلقي النار. وأضاف: "فتحنا تحقيقاً لمعرفة أولئك، ولكنّ معركتنا الآن مع العدو الصهيوني، والتحقيق سيكشف هؤلاء وسيكشف المستفيدين". 

من جهة أخرى، فضحت مقاطع فيديو موثقة كل أكاذيب أبو ياسين، فقد أظهرت بوضوح مشاهد إطلاق النار، وما أحدثته من فوضى، ممّا تسبب في ضغوط من قبل الجيش على الجماعة، وسط مطالبات بنزع سلاحها، بعد أن انكشفت مساعيها الرامية إلى إنشاء مربعات أمنية، يترتب عليها إقامة ضاحية جديدة سنيّة، خارجة على الشرعية.

مزاعم الحوت يكشفها الواقع

من جهة أخرى، أكّد نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت أنّ قوات الفجر موجودة على الحدود مع فلسطين المحتلة بعلم الجيش اللبناني، بانتظار أن تصبح الدولة قادرة على القيام بدورها في مواجهة إسرائيل، وزعم أنّ الجماعة هي أوّل من نادى بالاستراتيجية الدفاعية في العام 2006.

النائب الحوت شدّد في حديث تلفزيوني على أنّ المجموعات التي أطلقت النار في عكار عددها بالمئات، وهذا العدد غير عفويّ، وهناك من حاول النيل من صورة الجماعة الإسلامية، وننتظر التوضيح من القوى الأمنية، وقال جازماً: "ولا طلقة رصاص أطلقت من قبل الجماعة الإسلامية". 

 الدور الوظيفي الواضح للجماعة الإسلامية الذي تلعبه لصالح حزب الله، شدّد عماد الحوت على أنّ الجماعة الإسلامية ليست تحت إمرة حزب الله، وزعم أنّ قراراتهم كلّها ذاتية

وشدّد النائب الحوت على أنّ المكون السنّي يعاني ما تعانيه باقي المكونات، ومشروع المكون السنّي هو الدولة. واستنكر الحوت استخدام السلاح لتحقيق أيّ هدف سياسي داخلي، ووصف ذلك بأنّه جريمة، وقال يجب التفريق بين السلاح الموجّه فقط إلى العدو، والسلاح الذي يستعمل في الداخل.

وعلى الرغم من الدور الوظيفي الواضح للجماعة الإسلامية الذي تلعبه لصالح حزب الله، شدّد عماد الحوت على أنّ الجماعة الإسلامية ليست تحت إمرة حزب الله، وزعم أنّ قراراتهم كلّها ذاتية، وأنّه لا توجد غرفة عمليات مع الحزب ولا مع غيره. وهو أمر بالطبع غير واقعي، لأنّه لا يمكن أن تطلق طلقة رصاص واحدة في الجنوب  دون إذن من حزب الله.

ولفتت تقارير متعددة إلى أنّ قوات الفجر تعمل تحت إمرة حزب الله، وتلقت عناصرها تدريبات على يد عناصر من فرقة الرضوان في معسكر تدريب مشترك، وأنّ حزب الله يهدف من وراء ذلك إلى توريط مكون سنّي في صراعه الدائر في الجنوب، ليعمل بالوكالة لصالح إيران، دون أن يتصدر الحزب المشهد القتالي وحده، الأمر الذي وصفه لبنانيون بأنّه سوف يؤدي حتماً إلى الفوضى، ويمنح باقي المكونات الطائفية  حجة دامغة لحمل السلاح، وبالتالي انهيار الدولة.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية