تركيا... الانطلاق في بناء منازل بمناطق الزلزال وسط انتقادات بالتسرع

تركيا... الانطلاق في بناء منازل بمناطق الزلزال وسط انتقادات بالتسرع

تركيا... الانطلاق في بناء منازل بمناطق الزلزال وسط انتقادات بالتسرع


25/02/2023

بعد حوالي (3) أسابيع على الزلزال المدمر، بدأت الحكومة التركية في بناء منازل جديدة للأشخاص الذين فقدوا منازلهم، بحسب ما أعلن وزير البيئة والتطوير العمراني وتغير المناخ في تركيا مراد كوروم.

وكتب كوروم على حسابه عبر تويتر: "بدأنا أعمال الحفر لبناء (855) منزلاً في نورداجي والإصلاح"، وأضاف أنّ جهودهم تهدف إلى بناء منازل للمتضررين "في أسرع وقت ممكن"، وهما من أكثر المناطق التي تعرضت لأضرار جسيمة بسبب زلزال 6 شباط (فبراير).

بالمقابل، انتقد اتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك (TMMOB) التعجل في قرار بناء المنازل. وكتب أمين كوراماز رئيس مجلس إدارة اتحاد غرف المهندسين والمعماريين، في عموده في صحيفة BirGün المستقلة، أنّ "كل مشروع سيتم تنفيذه دون إجراء فحوصات جيولوجية جديدة، وتحديث المسوحات الأرضية، وإعداد مخططات المدينة لمقاومة الزلازل، يعني نقل مخاطر الزلزال الحالي إلى المستقبل وتعريض حياة الناس للخطر".

انتقد اتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك (TMMOB) التعجل في قرار بناء المنازل.

واعتبر مهندسون معماريون ومدنيون أنّ خطة الرئيس السريعة للبناء بعد الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد "تنذر بوقوع كارثة أخرى، ما لم يتم إعادة النظر بعناية في التخطيط الحضري وسلامة المباني".

كما انتقد بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي جهود البناء المتسرعة، بحجة أنّ توابع الزلازل المستمرة في المنطقة ستضر بأساسات المباني الجديدة.

وقال خبراء لرويترز: إنّ الزلازل كشفت هشاشة البنية التحتية لتركيا، لأنّها دمرت المباني الحديثة والقديمة، بما في ذلك مستشفيات ومساجد وكنائس ومدارس

اعتبر مهندسون معماريون ومدنيون أنّ خطة الرئيس السريعة للبناء بعد الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد تنذر بوقوع كارثة أخرى.

ويشعر البعض الآن بالقلق من أنّ الإطار الزمني الطموح للحكومة لا يترك سوى القليل من الوقت لإصلاح أخطاء الماضي.

من جانبها، قالت إيسين كويمين الرئيسة السابقة لغرفة المهندسين المعمارين في المدينة: "إحلال المباني المهدمة ليس هو الضروري فحسب، لكن أيضاً إعادة تخطيط المدن بناء على البيانات العلمية، مثل عدم البناء على خطوط الصدع وتعلم الدروس من أخطاء الماضي".

وأضافت: "التخطيط الجديد هو ما يجب أن يتصدر الأولويات، وليس البناء الجديد".

وقد وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواجه الانتخابات في غضون أشهر، ببناء منازل جديدة للأشخاص الذين تضرروا من الزلزال، وقال إنّها ستكتمل خلال عام، وهو تعهد تشير تقديرات متحفظة إلى أنّ تكلفته ستبلغ نحو (5) مليارات دولار، في حين تشير توقعات أخرى إلى أنّها أعلى من ذلك بكثير.

تتعرض حكومة أردوغان لموجة من الانتقادات؛ بسبب أسلوب تعاملها مع ما حدث من دمار، وما يقول كثيرون من الأتراك إنّه نتاج سياسات على مدى أعوام.

وتقول السلطات إنّ أكثر من (380) ألف وحدة في (105794) مبنى بحاجة ماسة للهدم أو انهارت، من أصل (2.5) مليون مبنى في جميع أنحاء المنطقة.

ودمرت الزلازل جنوب تركيا في ذروة فصل الشتاء الذي تقترب فيه البرودة أثناء الليل من درجة التجمد، ممّا جعل الكثير من خيام الطوارئ غير مناسبة للمشردين. وغادر أكثر من مليوني شخص المنطقة التي كان يقطنها أكثر من (13) مليون نسمة.

ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في تركيا في 18 تموز (يوليو) المقبل، لكنّ الرئيس أردوغان أشار إلى أنّ الانتخابات قد تُجرى في وقت مبكر في 14 أيار (مايو) 2023، فيما تتعرض حكومة أردوغان لموجة من الانتقادات؛ بسبب أسلوب تعاملها مع ما حدث من دمار، وما يقول كثيرون من الأتراك إنّه نتاج سياسات على مدى أعوام أدت إلى تدمير عشرات آلاف المباني بسهولة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية