انتخابات فاس الجنوبية... إخوان المغرب يختبرون تعافيهم من النكسات السابقة

يحاول حزب (العدالة والتنمية)، "ذراع الإخوان المسلمين في المغرب"، بقيادة أمينه العام عبد الإله بنكيران، العودة سريعاً إلى الواجهة السياسية بعد نكسة انتخابات 2021 التي هوت به من القمة إلى السفح، ويراهن على الانتخابات الجزئية التي ستشهدها دائرة فاس الجنوبية اليوم، لاختبار شعبيته الانتخابية ومدى تعافيه من الضربة التي تلقاها في استحقاقات سابقة.

ووفق موقع (هسبريس)، فقد أعاد بنكيران في نهاية الأسبوع الماضي اكتشاف نفسه وقدراته الخطابية والتواصلية مع الجمهور في المهرجان الذي نظمه حزبه في إطار الحملة الانتخابية الداعمة لمرشحه محمد خيي بفاس الجنوبية، إذ شن هجوماً لاذعاً على الحكومة ووزرائها، متهماً إياهم بالضعف والفشل ومحاولة تعليق "عجزهم" على الولايتين اللتين قاد فيهما حزبه الحكومة.

حزب العدالة والتنمية يراهن على الانتخابات الجزئية التي ستشهدها دائرة فاس الجنوبية اليوم، لاختبار شعبيته الانتخابية ومدى تعافيه.

وظهر رئيس الحكومة السابق بشكله المعهود ولسانه الحاد تجاه خصومه، محاولاً استرجاع "الفترة الذهبية" لحزبه الذي قادته رياح الربيع العربي التي ضربت المنطقة إبّان عام 2011 إلى رئاسة الحكومة، قبل أن يفوز في انتخابات 2016، ويتم إسقاطه بعد واقعة "البلوكاج" الشهيرة، ليتدخل الملك محمد السادس، ويعيّن سعد الدين العثماني لتعويضه في تشكيل الحكومة الثانية من عهد "إسلاميي المغرب".

ويرى المحلل السياسي محمد شقير أنّه "بعدما تجنب الترشح في الانتخابات الجزئية بكلٍّ من آسفي وسيدي قاسم، نزل حزب (العدالة والتنمية) بكل ثقله الانتخابي في الدائرة الجنوبية لفاس، لاختبار مدى تعافيه السياسي من النكسات الانتخابية التي أصيب بها، وكان من تداعياتها استقالة العديد من أطره".

شقير: بعدما تجنب الترشح في الانتخابات الجزئية في آسفي وسيدي قاسم، نزل حزب العدالة والتنمية بكل ثقله الانتخابي في فاس، لاختبار مدى تعافيه السياسي من النكسات الانتخابية.

وأضاف شقير، في تصريح لجريدة (هسبريس) الإلكترونية، أنّ "ترشيح الحزب محمد خيي في هذه الدائرة بحضور بنكيران لدعمه خلال الحملة الانتخابية انعكاس لهذا التوجه الذي يريد هذا الاختبار".

وسجل المحلل السياسي نفسه أنّ "حزب العدالة والتنمية لديه طموح للظفر بهذا المقعد، بعد منافسة مرشح الأغلبية المشترك رجل الأعمال المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار"، مؤكداً أنّ "حزب المصباح يدخل مغامرة سياسية؛ إمّا ستعيد ثقته في استعادة بعض قوته السياسية وزخمه الانتخابي، وإمّا ستؤدي في حالة فشله في الفوز بهذا المقعد إلى استمرار مظاهر عجزه السياسي وضعفه الانتخابي".

حزب العدالة والتنمية لديه طموح للظفر بهذا المقعد، بعد منافسة مرشح الأغلبية المشترك  رجل الأعمال المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار.

واعتبر شقير أنّ "انتقاد بنكيران للحصيلة الحكومية لنصف الولاية، والدخول في الانتخابات الجزئية بفاس الجنوبية، يعكسان ربط بنكيران بين الفوز بمقعد فاس ومعارضة الحكومة، خاصة أنّ الأغلبية الحكومية قدّمت مرشحها المشترك"، حسب تعبيره.

من جهته، قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عبد الحفيظ اليونسي: "يبدو أنّ حزب العدالة والتنمية بعد تعافيه التنظيمي يحاول أن يختبر مدى انعكاس هذا التعافي على شعبيته"، مبرزاً أنّ "دائرة فاس الجنوبية ربما لها خصائص، منها أنّ شغورها كان بسبب فساد مالي وسياسي، وبعد إدانة النائب السابق".

يشار إلى أنّ الانتخابات الجزئية ترمي إلى ملء المقعد البرلماني الشاغر عن الدائرة الجنوبية، بعد أن جردت المحكمة الدستورية عبد الإله البوصيري منه بسبب الفساد المالي.